في يوم من الأيام ، جلست جدة ، اسمها سعاد ، على مقعد خاص بها ، وأثناء جلوسها على المقعد ، كانت تصنع من الصوف شالًا أنيقًا لحفيدتها ، كانت الجدة مستمتعة كثيرًا بالشال ، الذي تصنعه لحفيدتها ، وبينما هي جالسة ، إذ دخلت حفيدتها سميرة ، وهي الحفيدة الصغرى لها ، فوجدتها الجدة حزينة للغاية .قالت الجدة لسميرة : ” ماذا بك يا حفيدتي الغالية ؟ لماذا تبدين حزينةً هكذا يا بنيتي ؟ ” ، ردت سميرة على جدتها قائلةً : ” هناك فرخ أسود يا جدتي في قن الدجاج ، لا يريد أن يأكل ، كما أنه يجلس وحده ” ، قالت الجدة : ” يمكن أن يكون لا يرغب في تناول الطعام الآن يا سعاد ، لا عليك حبيبتي ، ولا داعي للقلق ” .قالت سميرة لجدتها : ” لا يا جدتي ، إن ذلك الفرخ ، حينما يقترب من الطعام ، يحدث أن بقية الفراخ الأخرى ، لا تسمح إليه بالأكل ، وتقوم على الفور ، بضربه بواسطة منقارها ، وأنا أشعر بالحزن الشديد عليه ” ، هنا ذهبت الجدة مع سميرة ، وصعدا معًا إلي سطح المنزل ، حتى تكتشف أمر الدجاجات الموجودة فوقه .كان ذلك الفرخ الأسود ، منكسرًا يقف وحده ، بعيدًا عن بقية الفراخ ، وكان أمامه القليل من حبات القمح ، وقطرات بسيطة من الماء ، كما أنه كان يأكل وحده ، ومنكمشًا ، وبعيدًا عن بقية الفراخ ، قالت سميرة للجدة : ” لماذا تكون هذه الفراخ شريرة جدًا بهذه الطريقة يا جدتي ؟ و لماذا لا يرغبون في تناول الطعام مع هذا الفرخ الأسود ؟ ” .قالت الجدة لها : ” ربما لأن هذه الفراخ ، لا تحب لونه الأسود ، يا حبيبتي ، ولكنهم ذات يوم من الأيام ، سيعرفون قيمته ” ، قالت سميرة للجدة : “هل سيعرفون قيمته حقًّا يا جدتي ؟ ” ، قالت الجدة لسميرة : ” لا تقلقي صغيرتي ، هيا تعالي معي ، وسأحكي قصة الفرخ الهارب إليك ” .نزلت الجدة سعاد ، مع حفيدتها الصغيرة سميرة ، إلى المنزل بالأسفل ، وجلسا الاثنان معًا ، يتحدثان ، جلست الجدة على مقعدها المخصص لها ، ومن ثم بدأت الحكاية ، قائلةً : ” كان يا مكان ، يحكى أنه ، في قديم الزمان ، كانت هناك غابة نائية ، بعيدة ، مملوءة بالأشجار العالية ، المرتفعة ، والعديد من أنواع الحيوانات ، والطيور ، الكثيرة ، والمختلفة ، منها الصغير ، ومنها الكبير ، على جميع الأشكال .