ذات يوم من الأيام ، كان الجو رائعًا ، وجميلًا ، يتسم بصفاء سمائه ، واستقرار جوه ، ومن هنا قرر الغزال ، أن يقوم بالتنزه بمفرده ، بعيدًا عن قطيعه من الغزلان ، وهنا نصحه صديقه بألا يبتعد عن المكان ، الذي يوجد فيه قطيع الغزلان ، حتى لا يتعرض الغزال لأي أذى .ورغم نصائح صديق الغزال ، بعدم الابتعاد عن القطيع ، إلا أن الغزال ، قد تجاهل نصائح صديقه ، وظل يمضي في طريقه ، مع محاذاة شاطئ البحر ، حيث كان الغزال شغوفًا بحب البحر ، بدرجة شديدة ، وبالفعل ، فقد وصل الغزال إلى شاطئ البحر ، وهناك جلس الغزال ، وأخذ يتأمل الأمواج المتلاحقة ، والتي تتابع خلف بعضها البعض .وبينما الغزال جالسًا على شاطئ البحر ، إذ فجأة ، نظر ، فوجد أمواج البحر ، تحمل سمكة صغيرة في ثناياها ، ثم ألقت على الشاطئ بها ، وظل الغزال كما هو في مكانه ، يتأمل مستمتعًا بذلك المشهد ، كان الغزال يشاهد المنظر من بعيد ، وقد شاهد السمكة ، وهي تحاول أن تعود إلى البحر ، إلا أنه لم تستطع .فقد كانت السمكة تمشي ببطء ، وتزحف على الرمال ، ولكنها كانت ضعيفة ، وصغيرة الحجم للغاية ، مما جعلها لا تقدر على أن تعود إلى حياتها في البحر ، فأخذت تبكي على الرمال ، وتدعو الله أن يحفظها بحفظه ، وينجيها من الهلاك .فإن حتمًا ستموت ، لو ظلت فترة طويلة ، من غير أن تعود إلى المياه ، وبينما السمكة كذلك ، أنصتت إلى رجلين ، كانا يتحدثان مع بعضهما البعض ، في صيد الغزلان ، فقد قال أحدهما ، أنه يمكن أن يصطاد الغزال ، الموجود على الشاطئ .أحست السمكة بالأسف ، والحزن الشديد على حالها ، وكذلك أهمها حال الغزال ، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إليه ، حتى تخبره ، بما قاله الرجلان ، فأخذت تكثر من حركتها ، قدر ما تستطيع ، لعله ينتبه إليها ، وعقب مرور وقت قصير ، أحس الغزال بأن السمكة ، تعاني بدورها على الرمال .على الفور ، اتجه الغزال إلى السمكة ، كي يساعدها ، فهو لم ينتبه إلى ذلك الأمر ، غير في تلك اللحظة ، ولما وصل الغزال عندها ، ابتسمت تلك السمكة الصغيرة ابتسامةً عريضةً ، وقررت على الفور ، أن تخبره بكلام الرجل ، حتى يعود سريعًا إلى موطنه .ولكن للأسف ، قبل أن تتكلم السمكة ، قال الغزال لها : ” أشعر بمعاناتك أيتها السمكة الجميلة ، لا تحملي همًا ، فسأساعدك على أن تعودي إلى البحر ، فرحت السمكة كثيرًا ، ومن ثم تحدثت سريعًا ، وقالت : ” أشكرك أيها الغزال الطيب ، ولكن دعني أخبرك شيئًا ، قبل أن تقوم بمساعدتي ، عليك الانتباه جيدًا .هناك رجلان ، يقتربون من هنا ، أحدهما يريد أن يصطادك ، ويستعد الآن ، ليقوم بذلك ، على الفور قام الغزال ، بمساعدة السمكة الصغيرة ، وحركها ، حتى تمكنت هي ، من أن تغوص في البحر ، وشكرها كثيرًا ، وأسرع عائدًا قبل تمكن الصياد منه .ولما رجع ، حكى ما حدث إلى صديقه ، واعتذر إليه ، حيث لم يستمع إلى نصائحه ، لم يتردد صديقه ، وقبل منه اعتذاره ، ومن ثم قال له : ” ربما قد أرسلك الله ، عز وجل ، في تلك اللحظة بالذات يا صديقي ، حتى تقوم بإنقاذ السمكة المسكينة ، ولهذا السبب أنقذك الله ، جل علاه ، من يد الصياد .