قصة حبيب بن مسلمة

منذ #قصص دينية

يعتبر الصحابي حبيب بن مسلمة الفهري القرشي من أحد كبار قادة الفتوح في صدر الإسلام ، وكان يلقب بحبيب الدروب وحبيب الروم وذلك لكثرة الفتوحات التي خاضها ضدهم وانتصاره عليهم ، وكان ممن شارك في فتوحات الشام ، وهو فاتح بلاد أرمينية.نسبه :
هو حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر القرشي الفهري ، يكنى أبا عبد الرحمن ، وقيل أبا مسلمة.مولده ونشأته :
كان حبيب بن مسلمة يبلغ من العمر اثنا عشرة سنة حين توفي النبي صلّ الله عليه وسلم ، وقد ولد بمكة المكرمة ، ولم يغزو حبيب بن مسلمة مع النبي ولكنه ذهب في يوم للنبي عليه الصلاة والسلام في المدينة ، وأراد أن يخرج معه ولكن والده أدركه وقال للنبي عليه الصلاة والسلام يدي ورجلي يارسول الله أي أنه لا يستطيع الاستغناء عنه ، فقال له النبي صلّ الله عليه وسلم : ارجع معه فإنه يوشك أن يهلك ، وقد توفى والده في تلك السنة.وقد كان حبيب من شجعان قريش وأشرافها وكان يعادل في الشجاعة عمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح ، وقد نشأ منذ طفولته على حب الجهاد ولذلك قضى معظم حياته في الجهاد والمشاركة في الفتوحات الإسلامية ، ومما رواه ابن عساكر أن حبيب بن مسلمة ذهب في خلافة أبي بكر الصديق إلى الشام للجهاد ، فكان على كردوس من الكراديس في اليرموك ، لذا لما أدمن الحرب من صغر سنه ، نشأ قائدًا محنكًا من أعاظم قواد الفتح في عصره .الفتوحات التي شارك فيها :
دخل حبيب بن مسلمة مع أبو عبيدة بن الجراح إلى بلاد الشام وقد شارك في فتح حلب وقنسرين ، ثم بعثه أبو عبيدة بن الجراح عبد ذلك مع عياض بن غتم إلى أنطاكية ففتحها ومن أنطاكية سار إلى جرجومة في جبل اللكام ، وكان يقال لأهلها الجراجمة وقد فتحها عن طريق الصلح وتعاهد مع الجراجمة على أن يتعاونوا مع المسلمين وأن لا يدفعوا الجزية .كما أنه شارك في عام 22 هجرية في فتح الباب وهي مدينة على بحر الخزر بصحبة سراقة بن عمرو ، ثم ارسله سراقة بعد ذلك إلى تفليس وهي مدينة أرمينية ولكن سراقة توفي قبل فتحها ، وسار حبيب بن مسلمة إلى أرمينية مرة أخرى بعدما أرسله معاوية بن أبي سفيان بأمر من الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه لفتح أرمينية وقد سار مع ستة آلاف رجل ففتح قليقلا عاصمة أرمينية ، وقد هرب كثيرًا من اهلها ، فأقام بها حبيب ومن معه من المسلمين مدة .وقد بعث أحد الملوك البيزنطيين ويدعى أرميناكس جيشًا لمحاربتهم في قليقلا ، ولكن حبيب بعث إلى عثمان بن عفان يطلب منه المدد فأرسل له أمير المؤمنين ألفين من أهل الشام وستة آلاف من أهل الكوفة ، وقد أقاموا جميعًا بقليقلا ، وقد جرت بين المسلمين والروم والبيزنطيين معارك عديدة على أرض أرمينية .ولكن المسلمين بقيادة حبيب بن مسلمة انتصروا عليهم ، واستمر الفتح حتى وصلوا مدينة تفليس ، وهناك أقام صلحًا مع أهلها ، بعد ذلك أرسله الخليفة عثمان بن عفان للمشاركة في فتوحات الشام لما رأى فيه من حسن القيادة ، وقد شارك مع عمرو بن العاص في فتح صفين .وفاته :
قال ابن سعد وابن عساكر أن معاوية بعث حبيب بن مسلمة إلى أرمينية فتوفي هناك عام 42 هجرية ، وهو لم يبلغ عامه الخمسين ، فرحم الله المجاهد حبيب بن مسلمة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك