الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو منارة يستنير بها الكون ؛ حيث أنه كلما تقدم العلم على مر الزمان ؛ تم إثبات العديد والعديد من آيات الإعجاز العلمي التي ذكرها المولى عز وجل قبل 1400 عام لتكون دليلًا قاطعًا على أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى والذي أوحى به على نبيه محمد صلّ الله عليه وسلم .ومن الآيات القرآنية التي تحدثت عن بعض الحقائق الكونية والتي أثبتها العلم الحديث هي الآية الكريمة التي وردت بسورة الأنعام ويقول فيها المولى عز وجل ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ .تتحدث هذه الآية عن حقيقة علمية أثبتها العلم الحديث ؛ حيث أن العلم الخاص بطب الطيران والفضاء قد أثبت أن الإنسان يصاب ببعض الأعراض العضوية التي يغلب عليها الشعور بالضيق ؛ كلما ارتفع عن سطح الأرض بنسب عالية إلى الطبقات العليا من السماء ، ويرتكز شعور الإنسان بالضيق في هذه الحالة بمنطقة الصدر .أثبتت الدراسات العلمية أن الضغط الجوي ينخفض ؛ كلما كان هناك استمرارية في الارتفاع ؛ مما يؤدي إلى نقص في الأكسجين والذي يصل إلى مرحلة حرجة ، وهو ما ذكره المولى عزوجل في قوله {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} وبذلك فإن الآية الكريمة قد وقفت على حقيقة علمية منذ مئات السنين .وقد أثبت العلماء أيضًا أن ارتفاع الإنسان بنسبة عشرة آلاف قدم عن مستوى سطح البحر ؛ فإنه لا يشعر بأعراض نقص الأكسجين وانخفاض الضغط الجوي ، ولكن إذا تخطى الإنسان معدل الارتفاع ليتعدى نسبة العشرة آلاف قدم إلى ستة عشر ألف قدم ، فإن الإنسان يتعرض للشعور ببعض المتغيرات ؛ غير أن الله تعالى قد منح جسم الإنسان بعض الأجهزة التي تتكيف مع هذه المتغيرات .تقوم أجهزة الجسم في حال الارتفاع الذي يتخطى العشرة آلاف قدم بإعطاء إنذار للإنسان عن طريق ازدياد نبضات القلب وارتفاع الضغط ؛ وذلك من أجل أن يؤكد الجسم أن الأكسجين يقل عن الطبيعي ، أما إذا حدث تجاوز في الارتفاع عن ستة عشر ألف قدم لتصل إلى خمسة وعشرين ألف قدم ؛ فإن الأجهزة الموجودة بجسم الإنسان لا تستطيع أن تتقبل ذلك الارتفاع المفاجئ للجسم ، وهنا يبدأ الإنسان بالشعور بحالة من ضيق الصدر .وحينما يزيد ارتفاع الإنسان عن مستوى سطح البحر بارتفاع يتخطى الخمسة وعشرين ألف قدم ؛ فإن الإنسان يفقد وعيه بشكل تام في هذه الحالة ، لذلك فإنه يتم ضغط الطائرة التي تحلق على ارتفاع أربعين ألف قدم ؛ لتصبح مضغوطة بثمانية أمثال كمية الهواء التي تحتويها على سطح الأرض ، وذلك حتى لا يفقد الركاب وعيهم نتيجة نقص الأكسجين .أثبت العلماء أن أعراض انخفاض الضغط الجوي خطيرة للغاية ؛ حيث أن كل الغازات الموجودة بجسم الإنسان تتمدد ؛ مما يؤدي إلى تمزق الأجهزة والأنسجة حيث يحدث تهتك للقولون والأذن الوسطى والرئتين ؛ فتكون الآلام الموجودة داخل جسم الإنسان في هذه الحالة لا يمكن تحملها .والسؤال هنا هو كيف عرف الرسول صلّ الله عليه وسلم هذه المعلومات في زمن لم يكن به طائرات أو أي وسيلة تساعدهم على الصعود إلى السماء ؟ ويدل هذا على نبوته عليه أفضل الصلاة والسلام وصدق القرآن الكريم الذي أثبت حقيقة علمية ثابتة من خلال الآية الكريمة ، وقد قام العلماء بضغط الطائرة حتى يتوفر الأكسجين ولكن إذا تعطلت أجهزة الضغط ؛ فإنه يحدث هبوطًا اضطراريًا حتى لا يموت الركاب .