قصة المجاهدة نسيبة بنت كعب

منذ #قصص دينية

هي أم عمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية التي وهبت حياتها وكل ما تملك لخدمة دينها وكانت من المجاهدات الصابرات ، فقد جاهدت جنبًا إلى جنب مع الصحابة الأوائل لإعلاء راية الحق أمام الكفار ، وسجل لها التاريخ جهادها بأحرف من نور .أعلنت نسيبة إسلامها وبايعت رسول الله صلّ الله عليه وسلم في بيعة العقبة وحسن إسلامها  ، ولم تترك غزوة إلا وشاركت فيها فقد كانت تضمد الجرحى أو تسقي الجنود ، وتحمس الرجال على قتال أعداء الله ورسوله ، وفي غزوة أحد خرجت مع زوجها وابنيها إلى تلك الغزوة المباركة .وفي أول النهار كانت تسقي الجرحى ولما دارت الدائرة على المسلمين حين لم يستجيبوا لأمر رسول الله ، استلت قوسها وكانت تدافع به عن رسول الله بكل ما أتاها الله من قوة ، حتى أصيبت بالجروح الكثيرة ، وتقول أم عمارة في وصف ما حدث : لقد انكشف الجنود عن رسول الله ولم يتبق إلا عشر  ، وأنا وزوجي ووالدي ندافع عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم .ولما تكاثر الكفار بهجومهم على رسول الله استلت سيفها ، وشقت صفوف الكفار تقاتل يمينًا وشمالًا حتى أن الرجال هابوها ، وقال ضمرة بن سعد عن جدته نسيبة في يوم أحد : (إن مقام نسيبة اليوم خير من مقام فلان وفلان) ، فقد جرحت يومها ثلاثة عشر جرحًا ولم يهدأ لها جفن إلا حينما اطمأنت على رسول الله .وتقول أم عمارة أيضًا :

لقد فعل أصحاب الخيل بنا الأفاعيل فلقد كان أحد الكفار يقبل بفرسه فيضربني ، وأترس له فلا يصنع شيئًا ويولي فأنخفض وأضرب عرقوب فرسه فيقع على ظهره ، وحينها صاح نبي الله : وقال يا ابن أم عمارة أمك أمك .فعاونها ابنها عليه حتى قضت عليه المجاهدة البطلة ، وظلت تقاتل حتى أصيب ابنها عبيد بن زيد وسال دمه وهي مشغولة بقتال الأعداء فنادى رسول الله صلّ الله عليه وسلم عليه بصوته قائلًا : أعصب جرحك فانتبهت نسيبة بنت كعب إلى ابنها وربطت جرحه ، ثم قالت له انهض بني فأضرب الكفار .فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : (ومن يطيق ما تطيق أم عمارة) ، فأقبل الكافر الذي ضرب ابنها صوبها فأخبرها رسول الله بذلك ، وقال لها : هذا ضارب ابنك فضربت أم عمارة ساقه ، وعن هذا تقول أم عمارة : فنظرت حينها لرسول الله فرأيته يبتسم حتى رأيت نواجذه .ثم قتلت أم عمارة ذلك الكافر وأجهزت عليه ودعمها الرسول الكريم حين قال لها : (الحمد لله الذي أضفرك وأقر عينك من عدوك وأراك ثأرك بعينيك

، وتمر الأيام وتشهد أم عمارة مع رسول الله بيعة الرضوان في غزوة الحديبية ، وتلك البيعة كانت للمعاهدة على الشهادة في سبيل الله يوم حنين.وبعد وفاة رسول الله صلّ الله عليه وسلم وحينما كان أبو بكر الصديق أمير المؤمنين ارتدت بعض القبائل ، ورفضت بعض القبائل الأخرى دفع الجزية ، فذهبت أم عمارة إلى أبو بكر الصديق تأذنه بالالتحاق بالجيوش التي تحارب المرتدين فأذن لها أبو بكر الصديق بذلك ، وخرج معها أيضًا ابنها عبد الله بن زيد وجاهدت جهادًا عظيمًا ضد المرتدين .ويذكر أن النبي صلّ الله عليه وسلم قد أرسل ابنها حبيب بن زيد إلى مسيلمة الكذاب كي يحذره من ادعائه النبوة ، ولكن مسيلمة أبى واستكبر وطلب من حبيب ابن زيد أن ينضم له فرفض ، فقتلة مسيلمة وقطع جسده وكان حبيب صابرًا محتسبًا .ولما جاء الخبر للمجاهدة نسيبة بنت كعب أقسمت لتثأر من هذا الكافر مسيلمة ، وفي إحدى غزوات سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه خرجت نسيبة بنت كعب للجهاد مع المسلمين ، وأخذت تصيح قائلة : أين أنت يا مسيلمة اخرج يا عدو الله ، وجرحت يومها اثنتا عشرة جرحًا ولكنها واصلت جهادها حتى قطعت يدها .ويومها قام وحشًا بن حرب بتوجيه حربته إلى مسيلمة فأسقطه أرضًا وأجهز عليه عبد الله بن زيد ابنها ، ولما تم شفائها قاتلت ضد الفرس أيضًا وحينما انتصر المسلمون وحصدوا الغنائم بكت وتذكرت رسول الله صلّ الله عليه وسلم وهو يقول :

الله اكبر أعطيت مفاتيح فارس

وتوفيت المجاهدة الصابرة عام 13 هجرية بعد رحلة طويلة من الجهاد في سبيل الله عزوجل .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك