قصة أم رومان

منذ #قصص دينية

أشرقت الصحابيات الجليلات في سماء الإسلام بعهد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ؛ فأنرن الدروب بقوة إيمانهن وصبرهن وسعيهن إلى رضا الرحمن ، ومن بينهن ظهرت أم رومان وهي زوجة أبي بكر الصديق ؛ التي آمنت بالله ورسوله .نسبها ونشأتها :
أنها الصحابية المعروفة باسم أم رومان بنت عويمر بن عبد شمس بن عتاب ، وقد حدث خلاف كبير على أصل نسبها ؛ غير أنه أصبح هناك إجماع على أنها تنتسب إلى بني غنم بن مالك بن كنانة .كانت نشأتها في إحدى المناطق بجزيرة العرب والتي كانت تُدعى السراة ، وتميزت بأدبها وفصاحتها بين قومها ، كانت متزوجة قبل أبي بكر من الحارث بن سخيرة الأزدي ؛ وهو كان واحدًا من الشباب البارزين داخل قومه ، وقد أنجبت منه الطفيل ، أراد زوجها أن يقيم في مكة المكرمة لذلك دخل في حلف أبي بكر الصديق ، وكان ذلك الحدث قبل الإسلام ، ثم رحل الحارث عن الحياة بعد مدة قصيرة ؛ مما جعل أبو بكر يتزوج من أم رومان اكرامًا لصديقه الذي توفى .دخولها في الإسلام :
حينما قام رسول الله صلّ الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام ؛ كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه سابقًا للرجال في الفوز بدخول الإسلام وكأنه كان يسبقهم لدخول الجنة بعد أنبياء الله عليهم السلام ، وقد جنا أبو بكر ثمار إيمانه الصادق في أهل بيته ؛ حيث أقبلت أم رومان على الدخول في الإسلام بقلب سليم ؛ فأسرعت لتنطق شهادة التوحيد ، وقامت بمبايعة النبي وهاجرت مع أهل بيته إلى المدينة .أنجبت أم رومان من أبي بكر السيدة عائشة رضي الله عنها ، وحينما كان يأتيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اعتاد زيارة صاحبه أبي بكر ؛ كانت تستقبله أم رومان بالترحاب والبشر والسرور .بعض مواقفها مع رسول الله وابنتها عائشة :
كانت أم رومان نعم الأم الحنون التي كانت بجوار ابنتها دائمًا وخاصةً في أزمتها التي عُرفت بحادثة الإفك التي اُتهمت فيها السيدة عائشة رضي الله عنها في شرفها بالزور والكذب ، لقد تحدثت أم رومان بشأن هذا الموضوع حيث قالت أنها كانت تجلس مع ابنتها عائشة حتى جاءتهما سيدة من الأنصار فقالت لهما : فعل الله بفلان وفعل .وحينما سألتها أم رومان : لم ؟ ، قالت : إنه نما ذكر الحديث ، فسألتها السيدة عائشة : أي حديث ؟ ، فأخبرتها تلك السيدة بما يدور حولها من حديث كاذب والذي علم به رسول الله صلّ الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق .ذكرت أم رومان أن السيدة عائشة سقطت مغشيًا عليها بعد سماع هذا الحديث ، وقد أصابتها حمى بسبب ذلك الكلام الذي أصابها بالألم الشديد ، وقد بقيت أم رومان بجوار ابنتها التي برأها المولى عزوجل في كتابه العزيز .وقد تحدثت السيدة عائشة رضي الله عنها عن بعض المواقف التي جمعت بينها وبين أمها الحنون أم رومان ؛ حيث ورد على لسان السيدة عائشة أنها قالت : تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة ؛ فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي ؛ فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي .ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ، ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت ؛ فقلن : على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن ؛ فأصلحن من شأني ؛ فلم يرعني إلا رسول الله ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين .وفاتها :
حدث خلاف بشأن وفاتها حيث قيل أنها قد توفيت في سنة ستة من الهجرة ، وقد دفنها الرسول صلى الله عليه وسلم واستغفر لأجلها وقال “مَن سره النظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان” ، ولكن هناك رأي أرجح يقول أنها قد عاشت بعد هذا التاريخ بكثير ولهم حجج أقوى والتي أخذ بها البخاري ؛ حيث توفرت لديه الأدلة القوية ومنها : حديث مسروق ويأتي فيه “عن مسروق سألتُ أم رومان “.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك