يتحدث القرآن الكريم عن حقائق علمية مؤكدة ولا تخضع إلى أي شكوك ؛ وذلك ما تسعى الدراسات الحديثة أن تواكب بعض ما قد ورد من آيات مباركات بالقرآن الكريم وتقف على حقائقه بالأدلة والبراهين.ورد بالقرآن الكريم سورة باسم “الحديد” وتحدث فيها المولى عز وجل عن حقيقة اعجازية عن الحديد في قوله تعالى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }مما لا شك فيه أن الحديد له العديد من الفوائد الحياتية التي لا غنى عنها في حياة الإنسان ، وذلك ما قد ورد في سورة الحديد حينما أخبر الله تعالى أن الحديد له منافع للناس ؛ حيث خصّ الله سورة بأكملها لمعدن الحديد الذي يصدأ ، وقد ذكر أيضًا أن للحديد بأس ؛ وهي كلمة لغوية لها عدة تفسيرات ؛ حيث تعني القوة أو الردع أو الرهبة أو الشجاعة .لقد اكتشف الإنسان أن الحديد ذات فوائد عديدة للغاية ، ولكنه حينما تم استخراج الحديد من باطن الأرض خلال عام 1400 قبل الميلاد ؛ قام الناس يصب ذلك الحديد في قوالب بعد صهره غير أنهم لم يستطيعوا الاستفادة منه نتيجة ارتفاع نسبة الكربون بداخله وأصبح غير قابل للثني أو الطرق ، ولكن من المعجزات الإلهية أنه قد ألان الحديد لنبيه داوود في قوله تعالى { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَٱلطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ }.أكد المولى عزوجل أن الحديد لا يلين هكذا لذاته ولكن تلزمه فعل بعض الأشياء التي تساعد على ثنيه ، وقد أثبتت الدراسات أن إضافة الحجر الجيري إلى ذلك الحديد المنصهر يساعد في انخفاض نسبة الكربون بداخله ، وبالتالي استطاع الإنسان استخدامه والاستفادة به .ومن المعجزات الإلهية التي حدثت في عهد نبي الله داوود أنه استطاع بفضل من الله أن يقوم بصناعة أسلحة ودروع وسيوف من الحديد المطروق ؛ بينما كان الأعداء الذين يحاربون جيش نبي الله داوود يحاربون بأسلحة برونزية أو تلك السيوف التي تمت صناعتها من الحديد المسكوب ؛ لذلك كان تتكسر وتتهشم بأيديهم في وقت قصير ، وبذلك امتلك النبي داوود ميزة تكنولوجية منحها إليه الله تعالى ليتفوق على أعدائه .والبأس الموجود داخل الحديد يوضح مدى قوته وتماسكه ، وذلك ما أثبته العلماء حينما اكتشفوا أن الحديد به تماسك شديد في مكونات النواة الموجودة في ذرته المكونة من ستة وعشرين بروتون ؛ وستة وعشرين إلكترون ؛ وثلاثين نيترون، لذلك فهو يتميز بالتماسك الشديد بين جميع مكوناته ، كما أن الحديد يمتلك أعلى قدر من الخصائص المغناطيسية من بين جميع العناصر الأخرى .أثبت العلماء أن الحديد يلعب دورًا أساسيًا ومهمًا في توليد المجال المغناطيسي للكرة الأرضية ، وهذا المجال الذي يقوم بالإمساك بكل من الغلاف المائي والحيوي والغازي للكرة الأرضية ، كما أن الحديد له ضرورة في بناء الخلية الحية لكل من الإنسان والحيوان والنبات .أثبت العلم الحديث ما قد ورد في القرآن الكريم منذ مئات السنين ؛ حيث أن الآيات التي تحدثت عن الحديد في القرآن الكريم تؤكد اعجازًا علميًا حقيقًا دون أن يكون هناك مجال للشك أو الجدال ، وقد ورد ذلك في عدة آيات مختلفة تحدث فيها المولى عزوجل عن الحديد ، وهو ما قد أصبح جليًا بعد عدة دراسات علمية أراد من خلالها العلماء الوقوف على حقيقة الحديد وخصائصه وفوائده التي تحدث عنها القرآن الكريم .