قصة أبو دجانة الأنصاري

منذ #قصص دينية

من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وكان الصحابي الجليل أبو دجانة الأنصاري واحدًا من هؤلاء ، فقد عاهد الله ورسوله الكريم على إعلاء راية الإسلام والدفاع عنه حتى أخر رمق ، وكان له عصابة حمراء إذا ربطها على رأسه هبت رياح الموت في جيوش المشركين .اسمه أبو دجانة سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة الأنصاري ، صحابي جليل من صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وهو من الأنصار من بني ساعدة
وكان من أول من أسلم من النصارى وأخا الرسول بينه وبين عتبة بن غزوان .وكان لأبو دجانة الأنصاري نصيب الأسد في خوض المعارك بصحبة رسول الله حيث حضر غزوة بدر ، وصال فيها وجال حتى شهد له الجميع بأنه مقدام شجاع لا يخاف الموت ، يشق صفوف الأعداء ويقتلهم تقتيلًا ، وقد صرع يومها زمعة بن الأسود .وفي غزوة أحد ثبت يوم فر وتقهقر المسلمين للخلف ، وأشتهر يومها باسم عصبة الموت ، فيروي سيدنا الزبير بن العوام رضي الله عن رسول الله في غزوة أحد أنه قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقمت فقلت أنا يا رسول الله ، فأعرض عني ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقلت أنا يا رسول الله ، ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه ، فقام أبو دجانة فقال أنا أخذه يا رسول الله بحقه ، فما حقه ؟قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : ألا تقتل به مسلمًا ولا تفر به من كافر ، وبعد أن أخذ أبو دجانة السيف من يد نبي الله ، أخرج عصابته فتعصب بها وقال: إني امرؤ عاهدني خليلي أن لا أقيم الدهر في الكبول ، إذ نحن بالسفح لدى النخيل ، أضرب بسيف الله والرسول ، وكان يتبختر بين الصفوف .فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : إنها مشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن ، وبعدها انطلق أبو دجانة في صفوف المشركين وجعل لا يرى أحدًا منهم إلا قتله ، حتى وصل لقائدة جيش نسوة المشركين ، وكانت هند بنت عتبه .فلما شهر سيفه في وجهها صرخت ، فعلم أنها امرأة وأبى أن يقتلها بسيف رسول الله ، وكان من ضمن من حموا ظهر النبي في غزوة أحد ، حينما هزم المسلمون وتكاثر عليه مشركي قريش ، فتصدى لها بظهره وتلقى النبال عن رسول الله .كما حضر أبو دجانة غزوة خيبر وقتل يومها سيد يهود خيبر الحارث أبا زينب ، وكان من أسباب النصر يومها فعندما خرج رجل من اليهود وطلب مبارزة أحد المسلمين ، بعد أن قتل اثنين من المسلمين ، خرج أبو دجانة فقتله فكبر النبي صلّ الله عليه وسلم ، ودخلوا خيبر بعدها منتصرين .وامتدت مشاركة أبو دجانة في الغزوات حتى بعد وفاة النبي صلّ الله عليه وسلم ، فقد حضر الصحابي الجليل معركة اليمامة ، وانكسرت رجله في اقتحامها ولكنه رغم ذلك ثبت في القتال وأبلى يومها بلاءً حسنًا .وأراد الله أن يختم له بالشهادة بعد أن شارك في قتل مسيلمة الكذاب ، فقُتل الصحابي الجليل رضي الله عنه بتلك المعركة ، وكان هذا في عام 12 هجرية العام الذي انتصر به المسلمين على مدعي النبوءة ، وأعلوا راية الله ورسوله لأبد الآبدين .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك