يقف العلم الحديث عاجزًا أمام آيات الله المحكمات في كتابه العزيز ؛ وذلك لأن القرآن الكريم ورد به العديد من الحقائق العلمية التي تم إثباتها بعد مئات السنين وهناك حقائق لازالت محل دراسة وبحث ، ومن الآيات المعجزات في القرآن الكريم ؛ الآيات التي وردت بسورة فصلت :{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} .تؤكد الآيات الكريمة على مجموعة من الحقائق العلمية ؛ والتي لم يتمكن الإنسان أن يدركها على مدار 14 قرن من وقت نزول القرآن الكريم ، حيث تشير إلى وقائع هامة حدثت خلال مراحل الكون الأولى يبلغ عمرها من نحو 150 إلى 1000 مليون سنة منذ بداية وقوع الانفجار العظيم ، وتُعرف هذه الأحداث باسم الحقبة الغازية ؛ والتي بدأت بعد أن تكونت أشباه النجوم الأولى في الكون الناشئ .إن أشباه النجوم تنتمي إلى المجرات النشطة ولكنها تتخطاها في شدة الإشعاعات التي تصدرها نتيجة لتخليق المادة والمادة المضادة ؛ والتي تكوّن مصادر لازمة من أجل الطاقة التي تلزم لتأين عنصر الهيدروجين ؛ وكان هو العنصر الغالب في الكون الناشئ خلال تلك الحقبة .وخلال تلك الفترة التي تقوم فيها أشباه النجوم بإصدار أشعة على شكل طاقة كهرومغناطيسية ؛ تحدث تغيرات بالمادة المنتشرة داخل الكون حيث تتبدل من ذرات متعادلة إلى متأينة أو ما يُعرف بحالة البلازما ، وقد وصف الله تعالى هذه الحالة الكونية في قوله تعالى” ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ “، وقد اختصرت كلمة دخان هنا كل المسميات التي قام العلماء بإطلاقها على تلك المرحلة مثل غاز حار وغيوم من الغاز وغيرهما من المسميات ، وهو قمة الإعجاز أن تتقلص كل المعاني في كلمة قرآنية واحدة بكل دقة .والحقيقة الثانية تأتي في إجابة السماوات والأرض على قوله تعالى { فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } وهنا قد يقوم بعض المشككين في القرآن الكريم بالتشكيك في صحة هذه الآية وكيف تتكلم السماوات والأرض ، ولكن هناك رد حاسم حيث قام مجموعة من العلماء بجامعة فيرجينا من الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مقدمتهم العالم الفضائي مارك ويتل بدراسة الظاهرة المتعلقة بالموجات الصوتية ؛ وذلك عن طريق تحليل ودراسة إشعاع الإعجاز الخلفي الكوني الراديوي ، واستطاع العلماء أن يرصدوا ذبذبات صوتية وقاموا برسم منحنياتها ؛ فوجدوا أنها عبارة عن نبضات هادئة كانت تصاحب ولادة الكون .كانت الموجات خافتة وتحولت فيما بعد إلى صوت هادر على مدى مئات الملايين من السنين ، وقام البروفيسور مارك بوصف تلك الموجات على أنها تشبه بكاء أو صرخة مخاض ولادة الكون ، وهنا يطرح السؤال نفسه من أين أتت تلك الأصوات التي وردت في فترة زمنية لم يكن قد خُلق فيها شيء بعد ، وذلك ما يعكس صدى صوت السماوات والأرض وخضوعهما لطاعة المولى عزوجل .وتأتي بعد ذلك المرحلة التالية لمرحلة الدخان وهي مرحلة النجوم والتي أطلق عليها الله تعالى اسم المصابيح ، واستطاع العلماء أن يقوموا بدراسة تلك النجوم فاكتشفوا قوة اضاءتها الهائلة فقاموا بتسميتها “المصابيح الكاشفة” ، وذلك يوضح إعجاز علمي آخر في الآية .أوضح الله تعالى آلية خلقه للكون ، وكيف أن كل شيء يسرى بإرادته سبحانه وتعالى حيث قامت السماوات والأرض بطاعة الله تعالى الذي بدأ خلقهما ، وهو ما يؤكد وجود خالق لهذا الكون المليء بالمعجزات الإلهية التي تتجلى في كل مظاهر الحياة .