الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات أنزل قرآن يتلى على سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم لعتابه على الرجل الأعمى ، الصحابي الجليل عبدالله بن ام مكتوب كان قرشي تربطه بالنبي صلّ الله عليه وسلم صلة رحم كان ابن خال أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وكانت أمه عاتكة بنت عبدالله ودعيت بأم مكتوم لأنها ولدته أعمى لذا كان ضريرًا طوال عمره.قصة إسلامه:
شرح الله تعالى صدر عبد الله بن أم مكتوم بالإيمان ولنور الحق فأسلم مبكرًا وكان من أوائل السابقين الأولين وأوائل المسلمين وعاش محنة المسلمين في مكة وضحى وصمد على الدعوة وعانى من قريش مثل ما عانى منه بقية الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من قسوة وظلم وبطش، حتى هاجر للمدينة المنورة بعد مصعب بن عمير رضي الله عنهما أي قبل أن يهاجر الرسول صلّ الله عليه وسلم للمدينة ..قصة سورة عبس:
لما أسلم عبدالله بن أم مكتوم كان حريص رضوان الله عليه أن يحفظ القرآن الكريم وكان لا يترك أي فرصة إلا وأغتنمها فكان أحيانًا يأخذ نصيبه من الرسول صلّ الله عليه وسلم ويأخذ وقت غيره أيضًا ، ولذلك لرغبته القوية أن يظل بجانب الرسول صلّ الله عليه وسلم ، وفي تلك الفترة كان الرسول صلّ الله عليه وسلم كثير التصدي لسادات قريش لشدة حرصهم صلّ الله عليه وسلم على إسلامهم .فذات يوم كان الرسول صلّ الله عليه وسلم ملتقي مع عمر بن هشام (أبوجهل) وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وأخيه شيبه بن ربيعه والوليد بن المغيرة وكان يجادلهم ويعرض عليهم الإسلام وكان يريد أن يستجيبوا له لأنه في حال إسلامهم سوف يسلم من هم أقل منه قوة ومن يتبعوهم وسوف يكفوا أذاهم عن المؤمنين الضعفاء الذين كانوا يعذبونهم ، في تلك الوقت أقبل عبدالله بن أم مكتوم لكي يقرأ الرسول صلّ الله عليه وسلم له بعض آيات من القرآن الكريم ، ولكن الرسول صلّ الله عليه وسلم وجد أن الوقت غير مناسب وبإمكانه أن يأتي وقت أخر فأعرض عنه وعبس في وجهه وأقبل على ملء قريش أملًا في إسلامهم .وما أن انتهى الرسول صلّ الله عليه وسلم من الحديث معهم حتى جاءه الوحي بقوله {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} أكمل جبريل عليه السلام 16 آية في شأن عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه ثم ذهب النبي صلّ الله عليه وسلم لمنزل الصحابي ويسأل عنه ويقضي حاجته ، وكان بلال بن رباح رضي الله عنه يؤذن وعبدالله بن مكتوم يقيم الصلاة حتى جاء للرسول صلّ الله عليه وسلم أن الذي يؤذن هو الذي يقيم الصلاة فكان المسلمون يتسحرون على أذان أحدهما ويمسكون عند أذان أحدهما .بلغ تكريم الرسول صلّ الله عليه وسلم له أن استخلفه على المدينة بضع مرات في غيابه وكان أحدهما يوم خرج لفتح مكة ، توفى عبدالله بن أم مكتوم شهيدًا في معركة القادسية في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..