قصة ثعلبة بن عبدالرحمن

منذ #قصص دينية

من أجمل القصص التي يمكن أن تسمعها قصة هذا الصحابي الجليل الذي وقع في هفوة صغيرة وظل يكفر عنها وقتًا طويلًا والبكاء لا ينقطع من مقلتيه ، إنه ثعلبة بن عبدالرحمن رضي الله عنه الذي حضرت الملائكة جنازته ، وأنزل الله عنه وحيًا من السماء .كان ثعلبة شابًا يافعًا بعمر 15 عامً وكان خادمًا للنبي صلّ الله عليه وسلم ، وكان يحب الجلوس دائمًا عند بيت النبي الكريم ، وكان الرسول صلّ الله عليه وسلم إذا أراد حاجة سريعة من الصحابة كان يرسل ثعلبة ، وفي يوم من الأيام أرسله رسول الله صلّ الله عليه وسلم في حاجة من الحاجات .وأثناء مروره على بيت من بيوت الأنصار رأى امرأة تغتسل فنظر إليها مرة أو أكثر ، ثم انتبه وقال أعوذ بالله يرسلني رسول الله في حاجاته وأنا أنظر إلى عورات المسلمين ، وقال والله لينزلن الله في آيات أو ليجعلني الله تعالى من المنافقين ، وخشي أن يعود إلى بيته فيرسل النبي صلّ الله عليه وسلم في طلبه ، وخشي أن يعود إلى رسول الله ويخبره بما فعل .فهام على وجهه ولم يدري أحد إلى أين ذهب ، وسأل رسول الله صلّ الله عليه وسلم عن ثعلبة ولكن لم يجده الصحابة في أي مكان بالمدينة ، فقد اختفي ثعلبة لمدة أربعين يومًا ، كان ثعلبة مختبئًا بين جبال مكة والمدينة ، فنزل جبريل على رسول الله صلّ الله عليه وسلم وقال : يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول أن هناك رجلًا من أمتك بين الجبال متعوذًا بي .فأمر رسول الله صلّ الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وسلمان أن يذهبا إلى تلك الجبال ويبحثوا عن ثعلبة ، واستمر سيدنا عمر وسيدنا سلمان يبحثان عنه ويسألون الأعراب عن مكانه ، ولم يعرفه أحد إلا أعرابي قال لهم أتريدون الفتى البكاء ، فقال سيدنا عمر ما قصة هذا الفتى البكاء ، قال الأعرابي : هناك شابًا منذ أربعين يومًا لا نسمع إلا صوت بكائه وعويله يأتي من أعلى الجبل ، فقال سيدنا عمر للأعرابي : كيف السبيل إليه  ؟فقال الأعرابي إنه إذا غربت الشمس أقبل علينا هذا الشاب فنحلب له مزقه لبن ويختلط هذا اللبن بدموعه ، فيشربه ثم يعود إلى الجبل ولا نراه إلا من غد ، فأختبئ سيدنا عمر وسيدنا سلمان ولما غربت الشمس نزل ثعلبة وهو يبكي ، وحلب له الأعرابي اللبن وشربه ثم ذهب في طريقة عائدًا إلى الجبل ولكن أمسكه سيدنا عمر وسيدنا سلمان ، وتمنع عنهم ثعلبة وقال لهم ماذا تريدون ؟قالوا إن رسول الله صلّ الله عليه وسلم أرسل يطلبك ، فقال ثعلبة أأنزل الله في آيات أو ذكرني الله مع المنافقين ؟ فقالوا ما ندري يا ثعلبة ، فقال لهم دعوني أموت بين هذه الجبال ولا تفضحوني بفعلي ، فقالوا له ما نتركك يا ثعلبة وأخذوه إلى بيته ثم ذهبوا به إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم واخبروه بما حدث .فذهب رسول الله إلى ثعلبة ولما دخل رسول الله بكي ثعلبة ، فجلس رسول الله عنده وحمل رأسه ثم وضعها على فخذه الشريف ، فبكي ثعلبة وقال يا رسول الله : أنزل رأسًا قد امتلأ بالذنوب والمعاصي فقال رسول الله لا ، ثم قال : يا رسول الله أنزل رأسي فأنا أقل وأحقر ، فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : لا يا ثعلبة ثم استطرد قائلًا له : ماذا ترجو يا ثعلبة فقال ثعلبة : أرجو رحمة ربى فقال رسول الله لثعلبة مما تخاف ؟قال ثعلبة أخاف من عذاب الله فقال النبي عليه السلام وماذا تأمل ؟ قال آمل في مغفرة الله تعالى فقال صلّ الله عليه وسلم : لأرجو الله أن يعطيك ما ترجو وأن يؤمنك مما تخاف ، ثم قال ثعلبة إني لأشعر بدبيب كدبيب النمل بين جلدي وعظمي فقال رسول الله أو تشعر بذلك ؟ فقال ثعلبة : نعم يا رسول الله فقال رسول الله إنه الموت قد نزل بك يا ثعلبة .فتشهد يا ثعلبة فانتفض ثعلبة ونطق الشهادة ثم مات ، فغسله رسول الله وكفنه ثم صلى عليه رسول الله والصحابه رضوان الله عليهم ، وحملوه على نعشه يذهبون به إلى قبره ، وكان رسول الله صلّ الله عليه وسلم يمشي على أطراف قدميه كما لو أنه في زحام شديد ، فقال عمر رضي الله عنه لرسول الله صلّ الله عليه وسلم : يا رسول الله لما تمشى على أطراف أصابعك والناس قد أوسعوا لك ؟فالتفت النبي لعمر وقال له : ويحك يا عمر والله لا أجد لقدمي موضعًا من كثرة ما يزاحمني عليه الملائكة ، نعم مات ثعلبة ووقع في معصية يتخيلها بعضنا صغيرة ، لكنه عظم رب الأرض والسماء وخاف أن ينزل به البلاء ، فأقبل على الله تائبًا منيبًا يرجو رحمة الله ، حتى توفاه سبحانه وتعالى ورضى عنه رسول الله صلّ الله عليه وسلم رحمة الله عليه وعلى صحابة رسول الله أجمعين .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك