قصة أم حكيم العروس التي قاتلت يوم زفافها

منذ #قصص دينية

هي علم يرفرف في سبيل الدعوة إلى الله عزوجل وهي الزوجة المسلمة الوفية المجاهدة ،  إنها أم حكيم  بنت الحارث بن هشام وأمها فاطمة بنت الوليد أخت خالد بن الوليد رضي الله عنه ، ولقد تزوجت قبل إسلامها بعكرمة بن أبي جهل الذي كان من أشد الناس كرهًا للرسول صلّ الله عليه وسلم ولدين الله عزوجل ، وقد شارك في القتال ضد الموحدين ، ودفع أيضًا أموالًا كثيرة في سبيل إضعاف المسلمين الموحدين بالله .وعندما دخل رسول الله صلّ الله عليه وسلم مكة فاتحًا لها ، هرب بعض المشركين وكان من بينهم عكرمة بن أبي جهل ، الذي ركب فرسه وشق طريقه إلى اليمن فقد كان من القوم الذين أعلن رسول الله صلّ الله عليه وسلم إهدار دمهم ، ولقد أسلم والدها الحارث بن هشام  وأسلمت هي من بعده واستشعرت حلاوة الإيمان والتوحيد بالله عزوجل ، وبقلب الزوجة النقية الطاهر تمنت لزوجها هو الأخر أن يسير على درب الهدى ويتذوق حلاوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى .فقررت أن تذهب لرسول الله صلّ الله عليه وسلم وتطلب منه الأمان لزوجها ، فقال لها رسول الله : هو أمن ففرحت بذلك كثيرًا واتخذت الخطوة الأصعب ، وهي أن تسافر لتنقذ زوجها من ظلمات الكفر في الدنيا وعذاب النار بالآخرة ، فانطلقت أم حكيم خلف زوجها في رحلة صعبة وبحثت عنه في كل مكان ، حتى علمت أنه في طريقه إلى البحر لكي يركب متجهًا إلى اليمن ، فاندفعت مسرعة إلى طريق البحر لعلها تدركه وتنقذه من براثن الكفر .وبالفعل وصلت أم حكيم في اللحظات الأخيرة حيث كان زوجها عكرمة يركب السفينة ، فنادته وقالت له يا ابن عم لقد جئتك من عند أبر الناس وخير الناس فلا تهلك نفسك ، وقالت له إني قد استأمنت لك رسول الله فقال لها أأنت فعلت ؟ .فقالت نعم فأمنك رسول الله وبعد نقاش كان كله استعطاف من الزوجة المؤمنة الصابرة قرر أن يعود معها ، وعندما وصل إلى مكة جاء خبره للنبي صلّ الله عليه وسلم ، فأخبر أصحابه قائلّا : يأتيكم عكرمة بن أبي جهل فلا تسبوا أباه ، فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت .وأقبل عكرمة مع زوجته أم حكيم إلى رسول الله ووقف بين يدي رسول الله وأعلن أسلامه ونطق بشهادة الحق ، وأخبره رسول الله أن يسأله ما يريد ، فقال عكرمة أسالك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتها لك ولدين الله ، أو مقام لقيتك فيه أو كلام قلته بوجهك أو غائبًا ، فدعا رسول الله له بدعاءٍ قال فيه : {اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها ، وكل مسير سار فيه يريد بذلك إطفاء نورك ، واغفر له ما نال مني من عرض في وجهي أو وأنا غائب عنه} .ففرح عكرمة بذلك فرحًا شديدًا وقال : والله يا رسول الله لا ادع نفقة كنت أنفقها في الصد عن دين الله ، إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله ولا قتال كنت أقاتل في صد عن سبيل الله  ، إلا أبليت ضعفه في  سبيل الله عزوجل ، فأسلم عكرمة وحسن إسلامه وشارك في قتال المشركين وأبلى بلاءًا حسنًا وشارك بمعركة أجنادين وقاتل فيها قتالًا شديدًا حتى استشهد بتلك المعركة .وحزنت أم حكيم حزنًا شديدًا على فراقِ زوجها ، كما لحق به أيضًا بتلك المعركة أخوها وأبوها رحمهما الله ، وقد كانت هي أيضًا تتمنى أن تلحق بهما وتنال الشهادة ، وبعد أن أتمت عدتها تقدم لخطبتها الكثير ين ومنهم خالد بن سعيد بن العاص ، وقد كان خالد مجاهدًا ومرافقًا لرسول الله أينما رحل وكان كاتبًا لرسول الله وهو أول من كتب

بسم الله الرحمن الرحيم

.فوافقت وعقد عليها خالد في مكان بالقرب من دمشق يسمي مرج الصفر فدخل بها خالد ، ونادي منادي الجهاد وهم في ليلة العرس ، فخرج زوجها للقتال ضد الروم وبرز فارس منهم يريد المبارزة ، فخرج له خالد بن سعيد وقاتل حتى استشهد يوم زفافه ، وكانت العروس أم حكيم تسقي الجنود حينها وتداوي الجرحى فلما شاهدت ما حدث لزوجها ، نزعت عمود الخيمة التي تزوجت بها وضربت الروم بعمود خيمتها ، وقتلت منهم يومها 7 من أعداء الله وأنتصر المسلمون يومها انتصارًا عزيزًا أعز به الله الإسلام والمسلمين .وسطرت بهذا أم حكيم مثالًا رائعًا للبطولة والكفاح ، وبعد فترة تقدم للزواج منها علمًا من أعلام الإسلام وهو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، وعاشت معه فترة قصيرة حتى اغتاله المجوسي أبو لؤلؤة وهو يصلي فبكته بكاء شديدًا وحزنت عليه ، إنها أم حكيم علمًا من أعلام الأمة ومثالًا لكل أمرآة مسلمة تحب دينها وتحافظ علي زوجها ، وتصر علي إسلامه رغم كل ما فعله لخدمة أعداء الإسلام ، وبالفعل تنجح في هذا وتقاتل الكفار وتقتل منهم الكثير دون خوفٍ أو تردد رحم الله تلك المرأة المجاهدة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك