قصة الأطفال الذين تحدثوا في المهد

منذ #قصص دينية

إن لله سبحانه وتعالى في الكون سنن وقوانين فكل شيء في الكون يسير بقدرٍ معلومٍ ومحكم ، ولقد جعل الله ظواهر الحياة وأحداثها بما تدركه عقول البشر ، ولقد استثنى الله عز وجل أنبيائه ببعض المعجزات الخارقة للعادة تأييدًا لهم في دعوتهم ، وقد أعطى الله سبحانه وتعالى بعض الآيات لبعض عباده الصالحين إشارة من الله عز وجل لهم بأنهم على طريق الحق .ومن بين تلك الأمور الخارقة للعادة هي أن يتكلم طفل رضيع في المهد قبل أن يكون في سن يسمح له بذلك ، وهذا لا يتصوره عقل ولكنها رسالة من الله عز وجل للعالمين على بديع خلق الله ، ومن بين الأشخاص الذين تكلموا في المهد ما جاء في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم .حين قال : { لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى ، وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ كَانَ يُصَلِّي جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ فَقَالَ : أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ ، فَأَبَى فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا فَقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ } .فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ ؟ قَالَ: الرَّاعِي! قَالُوا: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ قَال:َ لَا إِلَّا مِنْ طِينٍ ، وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ! ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ .قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا! فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ؟ فَقَالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ، وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ: سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَل )  رواه البخاري ومسلمأولاً : نبي الله عيسي عليه السلام :
لقد نفخ الله عز وجل في بطن مريم عليها السلام من روحه سبحانه وتعالى لتكون آية للعالمين ، ولقد أنعم الله على سيدنا عيسي عليه السلام بمعجزاتٍ كثيرة لتبرهن على بديع خلق الله ، ومنها أنه تكلم وهو رضيع ليبرأ السيدة مريم في معجزة عظيمة ، فعندما عادت السيدة مريم إلى قومها ومعها ابنها سيدنا عيسي وبدأ الهمز واللمز ومن أين لك بهذا الطفل ؟لم تتكلم ولكنها أشارت إلى الطفل وتعجب القوم كيف سيتكلم الرضيع ؟ ولكن أنطقه الله سبحانه وتعالى بمعجزة من عنده وتتجلى تلك الصورة في سورة مريم حين قال الله سبحانه وتعالى : {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} {سورة مريم ، الآية 29 ، 30} .ثانيًا : ابن الراعي صاحب جريج العابد
كان جريج رجلًا من بني إسرائيل وكان عابدًا كثير التعبد لله سبحانه وتعالى ، واتخذ من صومعته مكانًا للعبادة يبتعد فيها عن الناس ، وفي يوم من الأيام أتته أمه وهو يصلي لله وقالت له يا جريج : فقال جريج يا ربي أمي وصلاتي فكان حائرًا أيهما يختار ؟ واستمر في صلاته فانصرفت أمه وفي اليوم التالي أتته أمه أيضًا وهو يصلي ، وقالت يا جريج : فقال جريج أمي أم صلاتي ؟فأقبل على صلاته ثم انصرفت أمه مرة أخري وتكرر هذا ليوم أخر ، فدعت عليه أمه وقالت اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات ، وبعد ذلك أراد بني إسرائيل أن يفتنوا جريجًا وكانت هناك امرأة ممن يمتهنون البغاء كان جمالها فتنة فاتفقوا معها على فتنته ، وبالفعل ذهبت إليه ولكن جريج لم يلتفت لها وكان هناك راعيًا يأتي إلى صومعة جريج فأمكنته من نفسها .وعندما وضعت طفلها من الراعي قالت إنه من جريج ، فتجمع بني إسرائيل وأنزلوا جريج وهدموا صومعته وضربوه وأذوه ، فسألهم عن سبب ما فعلوه فقالوا : إنك زنيت بتلك المرأة  فولدت منك فقال لهم أين الصبي ؟  فجاءوا بالصبي ثم قام فصلي وبعد ذلك وضع إصبعه على بطن الصبي وقال له من أبوك ؟فتكلم الصبي وقال إنه الراعي فلان وأخبر اسم أبيه ، وهنا نطق الصبي بمعجزة برأت جريج العابد من هذا الإثم فسبحان الله عز وجل ، وهنا أقبل بنو إسرائيل يريدون أن يبنوا صومعةً لجريج من ذهب ، ولكنه قال لهم أعيدوها فقط من طين كما كانت من قبل .ثالثًا : وليد  كان يرضع من أمه
تمنت أم هذا الرضيع ذات يوم أن يكون مثل رجل وجيه يمر بها وهي ترضعه ، لكن هذا الرضيع أنطقه الله عز وجل وقال اللهم لا تجعلني مثله ، وقد كان هذا الرجل بالفعل جبارًا في الأرض ، وبعد ذلك مرت عليهم امرأة كان يتهمها الناس بالزنا ويجرونها على الأرض أمامهم ، فقالت الأم : اللهم لا تجعل ابني مثلها .فأنطق الله الرضيع وقال : اللهم اجعلني مثلها فقد كانت تلك المرأة مظلومة واتهمها الناس بالباطل ، هؤلاء هم الثلاثة الذين ذكرهم حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ولكن يتوارد في الأثر آخرون وهم :رابعًا : ذكر في قصة أصحاب الأخدود وعندما كان يلقي الكفار بهم في النار ، أنه كان هناك امرأة تحمل رضيعًا ومن خوفها على رضيعها تأخرت وتشبثت به حتى لا يحترق معها في تلك النار الحامية ، ولكن ربط الله سبحانه وتعالى على قلبها حينما نطق الرضيع وقال لها : يا أمي اصبري إنكِ على الحق .خامسًا : يذكر أن ماشطة فرعون عندما وقع منها مشطًا قالت : بسم الله ولما علم فرعون بما قالته علم أنها أمنت بالله وكفرت به ، فأمر بإلقائها في النار وهنا نطق رضيعها : وقال لها لا تتقاعسي إنك على الحق .سادسًا : وأيضا يتوارد في الأثر أن ممن شهد ببراءة سيدنا يوسف من التهمة التي ألصقتها به زليخة ، هو رضيع نطق ببرائته وتلك هي المعجزات التي حدثت لأطفالٍ صغارٍ تكلموا في المهد ، وقد أرسلها الله عز وجل لعباده ليحق الحق ويزهق الباطل .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك