الهرمزان ولد في ساسانيون ، وتوفي في العام الـ 23 هجريا ، وفي 7 نوفمبر عام 644م ، هو من كبار قادة الفرس ، وهو أحد البتوتات السبعة لأهل فارس ، وهو ملك كور الأهواز ومهرجان قذق وهي كورة واسعة ذات قرى ومدن قرب الصيمرة من ناحية جبال ميديا القديمة ، كان الهرمزان مقاومًا عنيفًا للفتح الإسلامي حتى كان إسلامه على يد الخليفة عمر بن الخطاب عام 16 هجريًا .المعارك التي خاضها الهرمزان :
خاض الهرمزان معركة القادسية ، وكان على ميمنة جيش القائد الأعلى رستم ، فلما هزم الفرس ، وقتل رستم توجه الهرمزان إلى مهرجان قذق والأهواز وأخذ يغير من مناذر ونهر تيرى ، وهما من كورالأهواز ، على أهل ميسان ودستميسان وميسان كورة واسعة بين البصرة وواسط ، أما دستميسان فهي كورة جليلة بين واسط والبصرة والأهواز وهي إلى الأهواز أقرب .طلب الصلح :
اضطر الهرمزان عندما بلغه أن العرب قد استولوا على مناذر ونهر تيرى أن يطلب الصلح لأنه رأى ما لا طاقة له به ، فكتب القادة العرب إلى عتبة بن غزوان يستأمرونه فيه ، وكاتبه الهرمزان ، فصالحه عتبة على الأهواز ومهرجان قذق ما خلا نهر تيرى ومناذر ، وما غلب عليه العرب من سوق الأهواز فإنه لا يرد عليه ، فتراجع نحو رامهرمز، وافتتح المسلمون سوق الأهواز ، واتسقت لحرقوص بن زهير السعدي سوق الأهواز إلى تستر ، ووضع الجزية وكتب بالفتح والأخماس إلى عمر بن الخطاب .سيطرة العرب :
بعد أن سيطر العرب على السواد جنوبي العراق ، وما والاه والأهواز أثار يزدجرد أهل فارس وكتب إليهم يؤنبهم ، لأنهم رضوا أن يغلبهم العرب على أراضيهم ، وأن يحاربهم العرب في عقر دارهم ، وطلب منهم أن يتحركوا ويتكاتبوا ، فتكاتب أهل فارس وأهل الأهواز ، وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا على النصرة ، فكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص ، أن يبعث إلى الأهواز جنداً كثيفاً بقيادة النعمان بن مقرن ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يبعث من البصرة جنداً بقيادة سهل بن عدي .هزيمة الهرمزان وسيطرة المسلمون :
التقى الهرمزان النعمان بن مقرن عند أَربُك من نواحي همذان فاقتتلوا قتلاً شديداً ، وهزم الهرمزان وأخلى رامهرمز ، ولحق بتستر وفيها جنوده من أهل فارس ، وأهل الجبال والأهواز فحاصرهم المسلمون بقيادة أبي موسى الأشعري أشهراً ، فلما طالت الحرب وكثر القتلى ، خرج رجل من أهل تستر إلى أبي موسى الأشعري واستأمنه ، على أن يدله على مدخل يؤتون منه .ونجح المسلمون في الدخول إلى المدينة ، والتجأ الهرمزان وعظماء مرازبته إلى القلعة ، وأخذ أبو موسى المدينة بما فيها ، وحاصر الهرمزان ، فلما فني ما كان أعدّ في الحصن من الميرة سأل الأمان ، فأبى أبو موسى أن يعطيه ذلك إلاّ على حكم الخليفة عمر بن الخطاب ، فرضي الهرمزان .إسلام الهرمزان قائد الفرس :
ثم خرج الهرمزان فيمن كان معه من أهل بيته ، ومرازبته إلى أبي موسى ، فوجه الهرمزان إلى عمر مع وفد من العرب ، على رأسهم أنس بن مالك ، فساروا حتى وافوا المدينة ، حتى إذا دخلوا هيؤوا المرزبان في هيئته ، فألبسوه كسوته من الديباج الذي فيه الذهب ، ووضعوا على رأسه تاجاً مكللاً بالياقوت ، وعليه حليته ، فلما رآه عمر وعرف أنه الهرمزان ملك الأهواز رفض أن يكلمه ، حتى لا يبقى عليه من حليته شيء ، وكان الترجمان يوم الهرمزان المغيرة بن شعبة ، إلى أن جاء المترجم .فقال له عمر: هيه يا هرمزان ، كيف رأيت وبال الغدر وعاقبة أمر الله ، وما عذرك وحجتك في انتقاضك مرة بعد مرة ؟ فقال الهرمزان: كلام حي أو ميت ! قال عمر: كلام حي ، فقال الهرمزان: لقد آمنتني ؟ قال عمر: خدعتني والله ، لا أؤمنك حتى تسلم ، فلما أيقن الهرمزان أنه القتل أو الإسلام أسلم .ففرض له عمر في ألفين من العطاء ، وأنزله المدينة وقد حسن إسلامه كما يذكر الرواة ، وكان لا يفارق الخليفة عمر الذي كان يستشيره أحياناً في بعض الأمور العسكرية .