إياس هو إياس بن معاوية المزني ، ولد في منطقة اليمانة في نجد سنة 46 هـ ، وانتقل مع عائلته إلى البصرة ، تعلم ونشأ بها ، تردد على دمشق وأخذ الحكمة والعلم ممن تبقى من الصحابة ، وقد ظهرت عليه علامات الذكاء منذ نعومة أظافره ، وقد كرث نفسه منذ صغره للعلم ونهل منه ما شاء الله أن ينهل ، حتى بلغ من العلم والحكمة ما جعل الشيوخ الكبار يخضعون له ويأتمنون به ، واشتهر ذكاء إياس مما جعل الناس يأتون له من كل حدب وصوب ، ويأخذون بحكمته ما يقف أمامهم من مشكلات في العلم أو الدين .وسنذكر هنا إحدى الروايات التي أثبتت ذكاء إياس وحكمته حين لجأ اليه أحد المظلومين كالتالي .الرجل المسافر وعودته من الحجاز :
استودع رجل أمين إياس مالًا ، وخرج المودع إلى الحجاز ، فلما رجع طلبه فجحده ، فأتى إياسًا بن معاوية فأخبره ، فقال له إياس بن معاوية : أعلمته بأنك أتيتني ؟ قال له الرجل : لا ، فقال إياس له : أفنازعته عند غيري ؟ قال الرجل : لا ، قال إياس بن معاوية له : فانصرف ، واكتم سرك ، ثم عد إليّ بعد يومين .دعوة إياس بن معاوية للرجل المؤتمن على المال :
فمضى الرجل ودعى إياس أمينة ، فقال : قد حضر عندنا مال كثير ، أريد أن أسلمه إليك ، أفحصين منزلك ؟؟ قال له الرجل : نعم ، فقال له إياس بن معاوية : فأعد موضعًا للمال ، وقومًا يحملونه .عودة الرجل بعد يومين لإياس بن معاوية :
وعاد الرجل إلى إياس بن معاوية ، في الميعاد المتفق عليه ، فقال له إياس بن معاوية : انطلق إلى صاحبك ، فإن أعطاك المال فذاك .. وإن جحد فقل له : إني أخبر القاضي بالقصة.الرجل صاحب المال والمؤتمن الخائن وذكاء إياس:
فأتى الرجل صاحبه ، فقال : تعطيني الوديعة أو أشكوك إلى القاضي ، وأخبره بالحال ، فدفع إليه المال ، فرجع الرجل ، وأخبر إياسًا .إياس بن معاوية والمؤتمن الخائن للأمانة :
ثم جاء الأمين إلى إياس ليأخذ المال الموعود به ، فزجره إياس بن معاوية ، وقال له : لا تقربني بعد هذا يا خائن .