قصة الصحابي الملقب بحمامة المسجد

منذ #قصص دينية

هو ثعلبة بن حاطب الأنصاري الأوسي ، وهو من بني أمية وممن شهدوا غزوة بدر ، وقد كان ثعلبة من المسلمين كثيري التردد على المساجد وأداء الصلوات ، وله قصة شهيرة اختلف فيها المفسرين ولكن أجمع كثير من الأئمة على عدم صحتها ، وأنها افتراء على هذا الصحابي الجليل الذي نعت بالنفاق ، فكيف وهو من أهل بدر الذين غفر لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر ؟ملخص القصة المختلف عليها :
أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري جاء في يومٍ إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وقال له : يا رسول الله ادع ليّ الله أن يرزقني مالًا وفيرًا فقال له المصطفى عليه الصلاة والسلام : “ويحك يا ثعلبة ، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه”، فجاء ثعلبة بعد مدة وكرر على الرسول رجائه ، فقال له سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم : “أمالك فيّ أسوة حسنة، والذي نفسي بيده لو أردت أن تسير الجبال معي ذهبًا وفضة لسارت” .فلم يكل ثعلبة من السؤال وجاء للرسول للمرة الثالثة وقال له : والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالاً لأعطين كل ذي حق حقه ، فقال له رسول الله : “اللهم ارزق ثعلبة مالاً” ، فرزقه الله مالًا وفيرًا حيث زادت غنمه ونمت كما ينمو الدود ، فكان ثعلبة يصلي بالمسجد الظهر والعصر، وإلى جوار غنمه يصلي باقي الصلوات .ولما زادت غنمه أكثر أصبح لا يشهد مع رسول الله صلّ الله عليه وسلم في المسجد سوى صلاة الجمعة ، ولما زادت أكثر وأكثر أصبح ثعلبة لا يشهد صلاة الجمعة ولا الجماعة بالمسجد ، فسأل عليه رسول الله ذات يوم وقال : ما فعل ثعلبة ؟ فقيل له رزقه الله غنمًا لا يسعها وادٍ ، فقال : يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة .ولما وجبت الزكاة بعث رسول الله صلّ الله عليه وسلم برجلين كي يجمعا الصدقة من المسلمين ، وقال لهم مروا فيمن تمروا بثعلبة بن حاطب وخذوا منهم الصدقة ، فمر الرجلين على ثعلبة وطلبا منه دفع الزكاة ، فماطلهم ثعلبة رافضًا وقال لهم أن يمروا عليه في وقت لاحق ، فلما فرغا من جمع الزكاة وعادا إليه قال لهما : ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، اذهبا حتى أرى رأيي .فلما ذهب الرجلين إلى رسول الله قال لهما قبل أن يخبراه بشيء : يا ويح ثعلبة ، وتقول القصة أيضًا أن قول الله تعالى هذا نزل في ثعلبة : {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} [التوبة: 75] إلى قوله: {وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة: 77] ، فذهب رجل من أقارب ثعلبة وأخبره بأمر نزول الأية الكريمة فيه .فخاف ثعلبة وخرج مسرعًا إلى رسول الله ليعطيه الصدقة ، ولكن لم يقبلها المصطفى صلّ الله عليه وسلم قائلًا : إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك ، فجعل ثعلبة يجثي التراب على رأسه ندمًا ، فقال له الرسول الكريم : هذا جزاء ما عملت يدك فقد أمرتك ولم تطعني .ولما انتقلت روح المصطفى إلى بارئها استخلف أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه من بعده ، وجاء إليه ثعلبة بصدقته ولكنه لم يقبلها ومن بعده عمر وعثمان رضي الله عنهما لم يقبلوها أيضًا ، حتى مات ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه ، وقد أخرج هذه القصى ابن جرير الطبري في تفسيره ، وأخرجها أيضًا الطبراني في المعجم الكبير أنها ذكرت عن لسان أبي إمامة الباهلي وتواردها الناس من بعده .ولكن ضعف الكثير من أهل العلم والدين هذه القصة وقالوا أنا روايتها ضعيفة ومنهم : الإمام ابن حزم ، والإمام القرطبي ، والحافظ الذهبي والعلامة المناوي والعلامة الألباني حفظه الله ، لأنه ثعلبة بن حاطب بدري ممن غفر لهم الله والقصة مخالفة لنصوص الشرع الدالة على قبول التوبة ، بالإضافة إلى مخالفة القصة للتاريخ ففرض الزكاة كان في السنة الثانية ، أما سورة التوبة فكانت من أواخر السور نزولًا .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك