قصة عائشة بنت طلحة بن عبيدالله

منذ #قصص دينية

تبدأ القصة بالحديث عن عائشة بنت طلحة بن عبيدالله التميمي القرشي ، إن عائشة هي ابنه الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله أحد المبشرين بالجنة ، وأمها هي أم كلثوم بنت أبى بكر الصديق رضي الله عنهما ، فأي نسب أطهر وأرقى من هذا ، وقد كانت عائشة من أجمل نساء زمنها حيث تزوجت من ابن خالها عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما .ولما توفي عنها تزوجها مصعب بن عمير ولكنه قتل أثناء ولايته على العراق ، فتزوج بها عمر بن عبيدالله بن معمر التيمي ، وأصدقها مليون درهم ، وقد توفيت سنة 110 هجرية ولم تنجب سوى من زوجها الأول فقط ، وهناك العديد من المواقف في حياة السيدة عائشة بنت طلحة رضي الله عنه ، حيث تبدأ القصة بانتهاء عائشة من الصلاة ، لتنادى على الخادمة أم عمر .وتأمرها بإدخال النساء قائلة : أدخلي عليّ النساء اللواتي يردنا مقابلتي ، فردت الخادمة قائلة : أمركِ يا سيدتي ، وفى جلساتها مع نفسها قبل دخول النساء أخذت تدعي قائلةً : اللهم إنك رزقتني وأكرمتني فأعني على شكر نعمتك وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ، وبعد انتهاء دعائها إذ بالنساء يدخلون مجلسها قائلين : السلام عليكم ، فردت قائلة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، اجلسن .جلست النساء وقالت للسيدة عائشة : أتيناكِ لنسمع منكِ ما تعرفينه عن حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم ، فقالت : أفعل إن شاء الله ، وبدأ تقص عليهم مواقف من حياة الرسول قائلة : ذات يوم قال الرسول صلّ الله عليه وسلم لزوجاته أسرعكن لحاقًا بى أطولكن يدًا ، أي أن أول من يتوفاها الله بعدى هي صاحبة أطول يد، فقالت إحدى المستمعات لعائشة بنت طلحة : لابد أنهن بدأنا في مقارنة أيدهن لمعرفة من ستلحق بالرسول الكريم أولاً .أكدت السيدة عائشة بنت طلحة رضي الله عنه على كلام هذه المستمعة ، وقالت : هذا ما حدث بالفعل ، حيث تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن زوجات النبي كن يقارنا أطوال أيديهن ليعرفن من صاحبة أطول يد ، ولم يكن طول الأيدي هو ما يعنيه رسول الله حرفيًا ، ولكن ذلك ما فهمته زوجاته أمهات المؤمنين .فقد كان صلّ الله عليه وسلم يعنى أمرًا أخر ، وهذا ما وضحته السيدة عائشة رضي الله عنها حين قالت : لقد كانت أطولنا يد هي زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق ، وهكذا يكون طول اليد بالتصدق والحرص على مرضات المؤمنين ، كانت زينب رضي الله عنها تعمل وتكسب مالاً وتتصدق به ، ولنا في أمهات المسلمين أسوةُ حسنة .بعدها نادت السيدة  عائشة بنت طلحة خادمتها أم عمر قائلة : أعطي كل واحدة من ضيفاتي الكريمات نصيبها من الهدايا ، فردوا قائلين : إنها كثيرةٌ يا سيدتي فأجابت قائلة : كلكن أهلي فلعل بعضكن يأخذن هذه الهدايا فيتصدقن بها، فيكون الله قد جعلني سببًا في فعل الخير ، فردت إحداهن قائلة : بارك الله فيكِ يا بنت طلحة الخير بارك الله فيكِ .وحملت الزائرات الهدايا وغادرنا إلى طريقهن ، وأثناء سيرهن أخذن يتحدثن عن كرم عائشة بنت طلحة ،حيث أنها كانت تضرب مثل في الكرم وفعل الخير ، فقالت أحدهن لأخرى : لقد سمعتك وأنت تقولين يا ابنه طلحة الخير ، أهي بنت طلحة بن عبيد الله ، فأجابت الأخرى قائلة : نعم إنها بنت طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه .وكان مثلها لا يتوقف عن فعل الخيرات ، حتى لقبه الرسول صلّ الله عليه وسلم بطلحة الخير ، ويرجع كرم عائشة لتربيتها في بيت كرم ، وهناك الكثير من المواقف التي يتضح فيها كرم والدها وحرصه على الخير ، ومن أبرز مواقفه حينما دخلت عليه عائشة ووجدته مستاءً استياءً شديدًا ، فسألت أمها إن كانت تعرف ماذا حل به فردت الأم : لا علم لي ولا أعرف متى قد جاء ؟ فقد كنت أصلي سأذهب لأطمئن عليه .حينها دعت له عائشة قائلة : الله فرج عن أبي كربه ولا تحوجه إلى غيرك ، وأنزع عنه همومه ووفقه لما تحب وترضى ، فجاءت الأم وبشرت الفتاة بالخير حيث أن والدها يملك مالاً كثيرًا قيمته أربعمائة ألف دينار ، وهو يخشى أن تفتنه الدنيا ، فاقترحت عليه الأم أن يتصدق به فاطمئن إلى هذا الرأي ، وهو الآن يستدعي ذوى القرب و المحتاجين ، ليوزع عليهم المال .كان هذا موقف واحد من مواقف صحابي الخير طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه في الكرم ، حيث كانت الابنة تشبه أباها في الجود و الكرم والورع و الخوف من الله ، فلقد ضرب الأب وابنته أعظم مثال في الكرم وفعل الخيرات ، رحمهما الله وجعل لنا فيهما أسوةً حسنةً .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك