قصة مناهج السماء

منذ #قصص دينية

ان الحق سبحانه وتعالى جلّ شأنه ، بيّن لآدم الميزات التي سيحصل عليها في المكان الذي سيقيم فيه ، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ

صدق الله العظيم . الآيتان 118، 119 من سورة طه .الجنة وثمار الشجرة :
أي في هذه الجنة طعام يكفيك وكساء يسترك ، وماء تجده دائمًا فلا يصيبك الظمأ ، وليس فيها تعب ، ثمار هذه الجنة مباح لك ، بل كل ما فيها مباح لك ، ماعدا شجرة واحدة لا تقترب منها ، ولا تأكل من ثمارها .أول مناهج السماء :
إن هذا هو منهج الله في الأرض ، إنه جل جلاله يبيح لنا الكثير جدًا ، ويحرم علينا أقل القليل ، وحذر الله سبحانه وتعالى آدم وحواء ، من عدوهما إبليس ، فقال الله سبحانه تعالى ، في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ

صدق الله العظيم .. الآية 117من سورة طه.وكان هذا التحذير كافيًا ، ليتنبه إلى عداوة إبليس ، فلا يستمع إلى وسوسته ، ولا يصدق أكاذيبه ، لقد وفر الحق جل جلاله لآدم كل مقاومات الحياة من غذاء ، يعطيه ما يحتاجه جسده بدون فضلات ، فالله سبحانه وتعالى يغذي الجنين في بطن أمه بالقدر الذي ينميه ، ولا تخرج منه الفضلات ، لأن الغذاء على قدر النمو ، وكان غذاء آدم في الجنة على قدر نموه .ليست جنة الخلد :
والجنة التي عاش فيها آدم ليست جنة الخلد ، لأن جنة الخلد لا تأتي إلا بعد الحياة الدنيا ، فهي جزاء لإتباع منهج الله في الحياة الدنيا ، وأنها ليست سابقة للحياة الدنيا ، ولكنها لاحقة لها وتأتي بعدها.وبناء على ذلك فلجنة التي عاش فيها آدم ، هي مكان فيه كل ما تحتاجه حياته ، وما تتطلبه ، ولابد أن نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى ، قال لآدم وحواء :

ولا تقربا هذه الشجرة

ولم يقل

ولا تأكلا من هذه الشجرة

.. لأن الله يريد أن يحمي آدم وذريته من إغراء المعصية ،  فلو أنه جل جلاله قال لا تأكلا ، لكان قد أباح لآدم وحواء ان يقتربا من الشجرة ، ويجلسا إلى جوراها ، ويتأملا ثمارها ، وحينئذ كان يغريهما شكل الثمار ، أو لونها أو رائحتها فيأكلان منها .حماية الله لآدم وذريته :
ولكن الحق تبارك وتعالى ، أراد أن يحمي آدم نفسه ، من الإغراء الذي يمكن أن يتعرض له ، وقد لا تقوى نفسه عليه ، هذه الحماية التي أراد الله أن يوفرها لآدم وذريته من بعده ، هي الحماية الحقيقية من الوقوع في المعصية ، لأنك إذا اقتربت من شيء حرمه الله ، تميل نفسك إليه ، وربما دفعك هذا القرب على اقترافه .الاجتناب أقوى من التحريم :
ونلاحظ أن الحق سبحانه وتعالى ، يطلب منا ألا نقترب من قمم المعاصي ، فيقول : بسم الله الرحمن الرحيم (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ

صدق الله العظيم .ولم يقل تبارك وتعالى ، لا تعبدون الأوثان ، فلو قالها لكان مباحًا لنا أن نذهب إلى الأماكن ، التي تعبد فيها الأصنام وأن نجلس فيها ، فإذا فعلنا ذلك ، ربما أوقعنا هذا الجلوس في عبادة الأصنام ، فيقول سبحانه وتعالى في كتابه ، بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

صدق الله العظيم .. الآية 90 من سورة المائدة.أي لا تقربوا أماكنه والغريب أنك تجد بعض الناس ، يحاول أن يجادلك في أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم الخمر ، ويقول لك ائتني بآية من القرآن الكريم يقول فيها الله تبارك وتعالى حرمت عليكم الخمر .ونقول لأمثال هؤلاء المشككين : إن الأمر الذي ورد بالاجتناب أقوى من التحريم ، فلو أن الله جل جلاله قال حرمت عليكم الخمر ، لكان المحرم فقط هو شرب الخمر ، وكنا في هذه الحالة نصنعها ونتاجر فيها ، ونعد الأماكن التي يتم فيها تناولها ، ونخدم شاربيها ونجلس معهم ، فمادمن لا نشرب الخمر ، وما دام قد نزل فيها أمر تحريم فقط .فلنا أن نفعل كل هذا ، ولكن الاجتناب حرم أن نقترب أساسًا من الأماكن التي يتناول فيها الخمر ، أو نصنعها أو نتاجر فيها ونجالس الذين يشربونها ، فالاجتناب أقوى من التحريم ، ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى طلب من آدم وزوجته ألا يقتربا من الشجرة المحرمة ، وإلا يكونان قد ظلما نفسيهما.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك