تُعتبر معركة دنكيرك من أبرز المعارك خلال فترة الحرب العالمية الثانية ، وقد نشبت تلك المعركة على الجبهة الغربية بين قوات الحلفاء وألمانيا النازية ؛ أثناء اندلاع معركة فرنسا ، في تلك المعركة قامت بقايا الجيش الفرنسي والحملة البريطانية بالدفاع عن ميناء دنكيرك ؛ وهو أخر ميناء كان قد تبقى تحت سيطرة الجيش الفرنسي .
بعد أن نشبت الحرب الزائفة ؛ اندلعت معركة فرنسا خلال عام 1940م ، وتمكنت الجيوش الألمانية من احتلال هولندا ؛ ثم زحفت باتجاه الغرب ناحية بلجيكا ، ثم قام موريس غاملان وهو القائد الأعلى لقوات الحلفاء بإطلاق الخطة التي عُرفت باسم الخطة دال ؛ والتي اعتمد من خلالها على إنشاء التحصينات الخاصة لخط ماجينو الدفاعي ، وأعطى ماغلان أوامره للقوات بحماية نهر دايل .
تمكنت الجيوش الألمانية في هذه الأثناء من اختراق الأردين ؛ ثم أسرعت باتجاه ثغرة سيدان ؛ وفيما بعد استدارت باتجاه الشمال ناحية القنال الانجليزي ؛ مم جعلها تتمكن من تطويق قوات الحلفاء بشكل هائل ، وأطلق عليه الجنرال الألماني اريش فون اسم “ضربة المنجل” التي حاصرت قوات الحلفاء .
قامت قوات الحلفاء بمجموعة من الهجمات المضادة ؛ مثل ما حدث في معركة أراس ؛ غير أن الحلفاء لم ينجحوا في صد الهجوم الألماني ، واستطاعت القوات الألمانية الوصول إلى الساحل الفرنسي ؛ مما أدى إلى قطع الاتصالات بين الجيش الفرنسي الأول والقوات البلجيكية وقوات الحملة البريطانية ، وقام الألمان بالزحف في اتجاه الشمال ؛ ليتمكنوا من تطويق الجيش البريطاني والفرنسي ؛ وذلك قبل أن يتم إجلاء تلك القوات إلى بريطانيا .
قام الألمان في هذه الفترة باتخاذ قرار جدلي من قرارات الحرب ؛ وهو أن يعلقوا زحفهم ناحية دنكيرك ، ولم يكن ذلك قرار هتلر ؛ بل كان اقتراح من أحد جنرالات الجيش ؛ ووافق عليه هتلر بالاتفاق مع القيادة العليا للفيرماخت ، واستراحت القوات الألمانية بعد هذا القرار لمدة ثلاثة أيام .
استغلت قوات الحلفاء تلك الفرصة ، وقاموا بإنشاء خطًا دفاعيًا هائلًا ؛ وأعدوا حملة ضخمة ؛ كي يتمكنوا من دحر القوات الألمانية واجلائها عن مدينة دنكيرك ، وشاركت في تلك الحملة السفن التجارية ؛ والقوات البحرية ؛ والزوارق الصغيرة الخاصة بالصيد ، وتحولت إلى حملة شعبية ضخمة من أجل إنقاذ القوات البريطانية .
اشتد العراك بين قوتي التحالف وألمانيا ، ورغم محاولة الحلفاء وضع بعض الخطط الدفاعية ؛ إلا أن القوات الألمانية حققت تقدمًا هائلًا ؛ مما أدى إلى انهيار العديد من فرق قوات الحلفاء ؛ كما تكبدوا العديد من الخسائر الفادحة ، وقامت القوات الفرنسية بترك أحد المنافذ مفتوح ؛ كي تتمكن الفرق العسكرية من الهروب عبر ذلك المنفذ ؛ حتى لا يتم تطويق القوات الفرنسية ، وتراجع فوات الحلفاء بصورة سريعة وتركوا خلفهم كل المعدات والعربات والمدفعيات التي تم إعطابها وتدميرها .
تراجعت القوات البريطانية حتى وصلت إلى الخط الدفاعي من دنكيرك ، وتم إعدام 97 أسيرًا من بريطانيا في مجزرة لي باراديس بالقرب من قناة لي باسيه ؛ كما قام سلاح الجو الألماني بالقصف العنيف ضد قوات الحلفاء .
كانت القوات الألمانية ترسل مع القصف قصاصات من الورق المكتوب عليه باللغتين الإنجليزية والفرنسية ؛ ليخبروا قوات التحالف من خلاله أنهم أصبحوا في مأزق شديد ؛ حيث قد تم محاصرتهم من كل اتجاه وعليهم بالانسحاب ، انتشر عدد القتلى في كل مكان ، ولم تتوقف الهجمات حتى تم إجلاء قوات الحلفاء عن دنكيرك .