قصة معركة كورسك

---

تُعتبر معركة كورسك من أهم المعارك التي استطاعت أن تحدد النتائج الخاصة بالحرب العالمية الثانية ، ووقعت تلك المعركة بين قوات الاتحاد السوفيتي والقوات الألمانية بالقرب من مدينة تُسمى كورسك بالقرب من موسكو ؛ لذلك سُميت المعركة باسم تلك المدينة ؛ وكانت في الفترة ما بين الخامس من يوليو إلى الثالث والعشرين من أغسطس عام 1943م .

كانت عملية سيتاديل هو اسمًا ترميزيًا للهجمات الألمانية ، وكانت المعركة بالنسبة للنازيين تُعتبر أخر الهجمات الاستراتيجية التي يستطيعون القيام بها بالجبهة الشرقية ، كان الألمان يحاولون العمل على الحد من القدرات القتالية الخاصة بالجيش الأحمر ؛ وذلك خلال صيف عام 1943م .

قامت القوات الألمانية بعملية عزل لأعداد كبيرة داخل القطاعات الموجودة بالقوات السوفيتية ؛ التي كان من المتوقع أن تشن هجمات مضادة من كورسك ؛ وذلك من أجل أن يُصيب الضعف القوات الدفاعية حتى لا يستطيعوا شنّ هجماتهم ضد الألمان .

كانت القوات الألمانية تهدف إلى القيام بحركة كماشة ؛ وهي القيام باختراق جانبي مدينة كورسك الجنوبي والشمالي ؛ حتى يستطيعون السيطرة على عدم انتشار القوات السوفيتية ، كانت ألمانيا تبني آمالًا عظيمة على الانتصار في تلك المعركة ؛ حيث أنهم اعتقدوا أن النصر حليفهم ؛ وهو ما سيعمل بدوره على إعادة الهيبة إليهم مع قوات الحلفاء التي كانت تنتوي أن تنسحب من الحرب ، كما انتظر الألمان بكل شغف أن يأسروا أعدادًا كبيرة من داخل الجيش السوفيتي ؛ ليُسخروهم في العمل ببلادهم داخل مصانعهم الحربية .

ام تغفل القوات السوفيتية عما يقوم به الجيش الألماني ؛ حيث استطاعوا أن يحصلوا على كل المعلومات الاستخباراتية التي تخص مخطط القوات الألمانية ؛ وذلك عن طريق المخابرات البريطانية ؛ مما جعلهم يعملون بجد حتى تمكنوا من وضع خطة دفاع قوية وعميقة ، وقاموا بالتخطيط للقيام بعمليات هجومية مضادة ، حيث أنهم كانوا يتطلعون لانتصار جيشهم المعروف باسم الجيش الأحمر في تلك المعركة ؛ من أجل الحصول على المبادرات الاستراتيجية خلال مدة الحرب .

قام الألمان بتأجيل ميعاد بداية الهجوم ؛ من أجل تدعيم جيشهم ببعض أنواع الأسلحة الجديدة مثل دبابات بانثر وتايغر ؛ ويُعتبر ذلك التأجيل هو أول تأجيل استراتيجي خاص بالقوات الألمانية ؛ مما جعل القوات السوفيتية تتمكن من تشييد عدة خطوط دفاعية جديدة وقوية ؛ وقد بلغ اتساعها نحو 300 كيلو متر ؛ وعملت خلالها على توزيع وانتشار لحقول الألغام .

قامت القوات السوفيتية بإنشاء مواقع قوية تتضمن مضادات الدبابات ؛ كما كونت قوات دفاعية احتياطية كبيرة ؛ للإعداد إلى ذلك الهجوم المضاد ؛ فأصبحت القوات السوفيتية من خلال تلك التجهيزات العظيمة على أهبة الاستعداد لملاقاة القوات الألمانية .

بدأت القوات الألمانية الهجوم ؛ لكنها اصطدمت بالقوات الدفاعية القوية من الجانب السوفيتي ، وباءت محاولات الاختراق بالفشل الذريع ، وتعرضت القوات الألمانية خلال تلك الهجمات إلى خسائر كثيرة ؛ بالرغم من تجهيزاتهم العسكرية الكبيرة ، ولكن تعرضت أيضًا القوات السوفيتية إلى خسائر فادحة ؛ مما جعلهم يقومون بهجوميين مضادين .

تمكن الجيش الأحمر من التصدي للقوات الألمانية ؛ والحد من زحفهم ؛ كما أعاده إلى نقطة البداية ؛ واستطاعوا تحرير مدينتين لهما أهمية كبيرة ؛ واسمهما أوريل وخاركوف ، تعرضت القوات الألمانية خلال معركة كورسك إلى هزيمة ساحقة ؛ جعلتهم يتقهقرون في عجز تام عن شن أي هجمات بالجهة الشرقية ؛ مما أدى إلى تراجع الاحتلال النازي وتحرير الأراضي السوفيتية من قبضتهم .