قصة معركة سيدان

منذ #قصص حروب



نشبت المعارك بين البلدان والأقاليم في مختلف العصور عبر الزمان ؛ حيث تُدار الصراعات السياسية بتقنية معينة تبعًا لكل مخطط عسكري أو حكومي ، وتكون لكل معركة أسبابها والتي يبتغي من خلالها الطرفان الانتصار لتحقيق الأمجاد التاريخية والمادية ، كما اشتعلت العديد من الحروب الكبرى والتي قد يتخللها بعض المعارك بمناطق معينة أثناء فترة الحرب ، ومن بين المعارك التي نشبت خلال الحرب الفرنسية البروسية معركة سيدان .

وقعت معركة سيدان بين الجيش الفرنسي والجيش البروسي يوم 1 سبتمبر من عام 1870م ؛ والتي كانت تُعتبر بمثابة الحد الفاصل لتحقيق الانتصار الأعظم للألمانيين ؛ حيث قد حققوا انتصارات عظيمة على الفرنسيين في مجموعة من المعارك الصغيرة الفرعية ، ثم جاءت تلك المعركة لتكون النقطة الأساسية في تحقيق المجد للجيش الألماني .

قام بسمارك بالتخطيط الجيد لإدارة تلك المعركة الحاسمة ؛ وذلك بالتعاون مع أركان جيشه الكبار ومنهم القائد هيلموت فون مولتكه ؛ وكانت التخطيطات تُجرى منذ الهزيمة التي ألمت بالنمسا ، ولكن الجيش الفرنسي كان يعتمد بشكل أساسي على أمجاده كجيش عظيم يمتلك سُمعة مُشرفة ؛ لذلك اعتقدوا أن الفوز حليفهم برغم الهزائم التي وقعوا بها في تلك المعارك الصغيرة .

قام القائد مولتكه بوضع خطة تقسيم جيشه بشكل متميز ليستطيع السيطرة على معظم المحاور الرئيسية ؛ حيث قام بتقسيم القوات إلى ثلاثة جيوش لتحقق التقدم ناحية ثلاثة أركان أساسية لتكون نقطة الالتقاء في باريس .

قام الألمانيون باستخدام أحدث المُخترعات في تلك الآونة ؛ حيث جعلوا السكك الحديدية هي وسيلة نقل الجنود ، كما استخدموا الأسلاك البرقية لإتمام عملية تلقي وإصدار الأوامر ، وكانوا يمتلكون العديد من الذخائر والمؤن التي قاموا بوضعها في كل القرى الموجودة بالقرب من الحدود .

اتجه القائد الفرنسي المارشال باتريس ماكماهون على رأس جيشه بصحبة الإمبراطور نابليون الثالث إلى متز في محاولة لرفع الحصار المفروض عليها ؛ غير أن القائد ماكماهون ارتكب العديد من الأخطاء العسكرية التي أدت إلى معاناة الجيش الفرنسي من الخسائر الفادحة التي نالت من قوته ؛ مما أدى إلى تراجع الجيش إلى سيدان .

تمكن القائد مولتكه من فرض الحصار الكامل على الجيش الفرنسي داخل سيدان ، كما استطاع أن يسلط جيشه المدافع على القوات الفرنسية ، وكان الفرنسيون يتمتعون بالإرادة القوية برغم ما حدث معهم ، واحتدمت المعركة وأصبح القتال عنيفًا مما أسقط العديد من القتلى من طرفي النزاع .

شعر الإمبراطور نابليون الثالث والذي تواجد داخل تلك المعركة ؛ أن الأمر قد خرج عن السيطرة مما جعله أكثر تعقيدًا ، اضطر نابليون أن يعلن استسلامه أمام تلك المجازر ؛ التي كادت أن تطيح بجيشه ؛ حيث وصل عدد ضحايا القوات الفرنسية 1700 جندي ؛ كما تم أسر 82 آخرين وكان معهم الإمبراطور ؛ مما جعل نابليون يعطي أوامره إلى جنوده برفع الراية البيضاء لإنهاء تلك الكارثة .

لم يستطيع نابليون الثالث المقاومة أمام قوات بروسيا ، وبعد إعلان استسلامه ؛ أرسل خطابًا إلى ملك بروسيا يُخبره فيه أنه يضع سيفه أمام أعتاب جلالته لأنه لم يتمكن من الموت مع جنوده .

حقق الجيش الألماني انتصارًا عظيمًا في تلك المعركة ؛ أنهى من خلاله على الإمبراطورية الفرنسية الثانية ، وقضى على طموحات نابليون الثالث ؛ الذي تم اعتقاله في أعقاب تلك المعركة ، كما ساعدت المعركة في التمهيد لتأسيس الاتحاد الألماني .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك