رجل آمن بدين الله والمسلمون يؤمئذ قليلون واحتمل صنوف العذاب من كفار مكة وصبر على ايذائهم له حتى اذن الله للمسلمين بالهجرة من مكة الي المدينة ، فخرج مهاجراً فاراً بدينه الى الله عز وجل فلحق به الكفار يريدون اسره ومنعه من الخروج .
المهاجر : انكم تعلمون يا كفار قريش اني احسن الرمي بالسهام واجيد القتال ولقد صممت على الهجرة بديني الى يثرب
المدينة المنورة
ولن تستطعوا الوصول إلى حتى ارمي بكل سهامي في صدوركم ثم آخذ سيفي فأقاتلكم .
كفار مكة : عد يا صهيت الى ديارنا ولا تحاول الهرب فإنا لن نتركك ..
المهاجر : لا يا قوم فإني في سبيل ديني اهجر الاوطان والاهل وابيع نفسي من اجل مرضاة ربي، فهل تقبلون ان اتنازل لكم عن كل شيء على ان تدعوني أهاجر ؟ فكر الكفار في الامر ثم قبلوا عرضه، فهم طلاب دنيا والاموال عندهم لها قيمتها .
المهاجر : اذن فلي اموال هنا وهناك خذوها لكم وعاهدوني واعاهدكم على انها لكم على ان تتركوني اهاجر، ثم اخذ الكفار ماله وتركوه يسير في درب الايمان والهدى، حتى جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي الكريم : ربح البيع .. نعم يا صهيب لقد ربح بيعك، فقد بعت دنياك من اجل آخرتك ودينك والآخرة خير وابقي، وانزل الله في شأنك قرآناً خالداً قال تعالى : ” ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ” صدق الله العظيم .
وهكذا يعلمنا صهيب الرومي رضي الله عنه بموقفه البطولي الايماني هذا انه لا مساومة على مبادئ الاسلام اطلاقاً بل الدين اولاً وقبل كل شيء، فاعملوا بتعاليم دينكم والله يوفقكم وايانا الى الخير دائماً آمين يارب العالمين .