جيمس جوزيف “وايتي” James “Whitey” Bulger من 3سبتمبر 1929م -30 أكتوبر 2018م ، كان رئيس حركة الجريمة الأمريكية الأيرلندية سيئة السمعة والمرتبطة بعصابة Winter Hill في بوسطن ، ماساتشوستس
وقد أطلق عليه لقب “وايتي” ، وهو اسم يكرهه بشدة ، بسبب شحوب بشرته وشعره الأصفر ، وفي يونيو
حزيران لعام 2013م ، وهو عمره 85 عامًا ، أدين بالعشرات من التهم الموجهة إليه مثل الابتزاز والتواطؤ والقتل
حياته المبكرة : ولد جيمس في إيفريت ، ماساشوستس في يوم 3 سبتمبر لعام 1929م ، لكنه انتقل بعد ذلك إلى مشروع سكني للأسر ذات الدخل المنخفض في جنوب بوسطن مع والديه وشقيقتين وشقيقين ، وأحد إخوانه ويليام ، سيصبح رئيس جامعة ماساشوسيتس بالإضافة إلى عضوية مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس ، في المدرسة تم الاستشهاد به لكونه لا يهدأ ويتجادل مع كل الراهبات في مدرسته الكاثوليكية وكذلك المدرسين
ابتداء من سن 13 تم القبض عليه في جرائم عنف والسرقة ، في كثير من الحالات تم رفض القضايا لأنه غير مذنب ، أو أنه حصل على الاستئناف ، في يناير 1949م ، انضم إلى سلاح الجو لمدة تقرب من أربع سنوات ، وعلى الرغم من إلقاء القبض عليه بتهمة السطو والاغتصاب والسرقة الكبرى ولكنه لم يُحكم عليه قط ، وبدلاً من ذلك تم خروجه بشرف من سلاح الجو في أغسطس 1952م
الحكم عليه بالسجن : بعد عودته من سلاح الجو ، استأنف سلوكياته الإجرامية وقام بسرقة قطارات الشحن وبيع محتوياتها ثم التقى بالسيد كارل سميث وهو سارق بنك إنديانا ، الذي سرق معه عشرات الآلاف من الدولارات من البنوك في جميع أنحاء الولايات المتحدة
وتم إلقاء القبض عليه في ملهى ليلي في بوسطن بسبب السطو المسلح على مختلف البنوك ، وقام عن طيب خاطر بتسليم شركائه ، بما في ذلك سميث ، وذلك في مقابل التساهل عن الحكم ولكنه حُكم عليه بالسجن لمدة 20 سنة في سجن فيدرالي federal penitentiary ، ولأول مرة في سجن أطلنطا حيث كان موضوعًا لتجارب الـ MK-ULTRA التي أجرتها CIA عن أساليب السيطرة على العقل في مقابل تخفيف عقوبة السجن ، وتم نقله ثلاث مرات قبل منحه الإفراج المشروط عام 1965م بعد أن قد أمضى نحو تسع سنوات
الحياة بعد الخروج من السجن : وعاد وايتي ليجد بوسطن في خضم حرب العصابات ، وبدأ في العمل مع كيلين بروذرز ، ثم انقلب على عصابة كيلين وانضم إلى عصابة مولين ، ثم انضم أخيرًا إلى عصابة وينتر هيل مع شريكه المقرب ستيف فالمي
وفي عام 1971م قام وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي جون كونولي بعمل فريق للبحث مكون من ستيف ووايتي ، وزرعهم بين أفراد العصابة كمخبرين لمكتب التحقيقات الفيدرالي ، وكان هدفه الرئيسي هو القضاء على المافيا الإيطالية
مع حماية مكتب التحقيقات الفيدرالي ، بدأ وايتي بإطلاق ضربات على أعداء له منذ فترة طويلة ، مع العلم أنه يمكن بسهولة تضليل مدربه من خلال الإشارة إلى شخص آخر باعتباره الجاني ، كما وقتل صديقه فلم ديبرا ديفيس ، وتم معرفة علاقتهما مع مكتب التحقيقات الفيدالي ، على الرغم من أنه تم الإبلاغ عن فقدانها رسمياً ، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد غطى هذا الأمر وأفاد بأنها تمت مشاهدتهم على قيد الحياة في تكساس
كان كونولي يميل باستمرار إلى تحويل بستيف وووايتي إلى التحقيقات التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي ، ومع ذلك ، فالعديد من الآخرين داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي وشرطة ولاية ماساشوستس ظلت في تقديم الحماية لهم باستمرار
سرعان ما أصبح كل من ستيف ووايتي قادة عصابات الجريمة المنظمة في بوسطن أثناء توليهم قيادة عصابة وينتر هيل Hill Gang ، وخلال هذه الفترة في الثمانينيات انخرطوا في تهريب الأسلحة وابتزاز تجار المخدرات ، وقد شاركوا بشكل خاص في دعم الجيش الجمهوري الأيرلندي وإرسال الأسلحة والذخيرة إلى المنظمة الإرهابية الأيرلندية
السقوط والمطاردة : في عام 1994م بدأت إدارة مكافحة المخدرات وشرطة ولاية ماساتشوستس وشرطة بوسطن بالتحقيق مع وايتي وزملائه في اتهامات المقامرة ، وحذر كونولي الذي تقاعد منذ ذلك الحين وايتي من الاعتقال الوشيك ، وهرب وايتي من بوسطن في ديسمبر 1994م
ورفض ستيف الهرب وسُجن ، ولكنه تعاون مع السلطات وهو يدرك أنه محمي كمخبر من مكتب التحقيقات الفيدرالي ما دام لا يعترف بأية جرائم قتل ، ومع ذلك ، فإن شركاء وايتي الآخرين ، الذين أدركوا أن ستيف سوف يذكرهم في شهادته أخبروا المحققين عن جرائم القتل التي وقعت خلال فترة السبعينيات والثمانينيات ، وقدم جون مارتورانو وكيفين ويكس معظم المعلومات التي أدت إلى إدراك أن مكتب التحقيقات الفيدرالية كان له دور فعال في تغطية العديد من جرائم القتل
في عام 1999م ، ألقي القبض على العميل السابق كونولي لتنبيهه ستيف ووايتي إلى الاعتقال الوشيك من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي
وبعد مرور عام وجهت إليه تهمة الابتزاز والقتل من الدرجة الثانية لأن المعلومات التي قدمها للرجلين أدت إلى قرارهم بقتل الرجلين اللذين كانا قيد التحقيق وحُكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات
خلال هذه الفترة ، كان وايتي لا يزال طليقًا مع صديقته كاثرين غريغ ، وعلى مدار 16 عامًا ، تحرك حول الولايات المتحدة والمكسيك وأوروبا دون أسر ، وفي النهاية تم العثور عليه وأسر في شقته في سانتا مونيكا بعد حملة إعلامية مكثفة ظهر فيها باستمرار على برامج مثل America’s Wanted
الإدانات والموت : وأُدين في النهاية بـ 31 تهمة تتعلق بالابتزاز بعد أن أُعلن أنه غير مذنب في 32 تهمة ، ومن بين هذه الاتهامات وجهت إليه تهمة 11 من أصل 19 جريمة قتل اتُهم بها ، وفي 23 نوفمبر 2013م ، حُكم عليه بعقوبة السجن لمدة سنتين متتاليتين بالإضافة إلى 5 سنوات أخرى
كما تم اتهامه في أوكلاهوما وفلوريدا ، ولكن الولايتين لم تتابع بعد المحاكمة التي يمكن أن تنتهي بعقوبة الإعدام ، وفي عمر 85 ، دخل وايتي السجن بالولايات المتحدة وفي 29 أكتوبر 2018م ، تم نقله إلى السجن الفيدرالي في ولاية فرجينيا الغربية ، وفي صباح اليوم التالي ، قُتل على يد عدة نزلاء في السجن
وبسبب علاقاته مع شرطة الولاية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ، الأمر الذي سمح له بإجراء عمليات إجرامية ضخمة لعقود من الزمن ، على الرغم من أنه ادعى أنه لم يكن أبدا مخبراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي ، فإن سلسلة شهادات الشهود وأدلة أخرى تتناقض مع هذه التأكيدات ، وبسبب ارتباطه مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ، فقد وايتي الكثير من مكانته في دوائر الجريمة ويشار إليه أحيانا باسم “الفأر الملك”