قصة براءة بعد 40 عاما بالسجن

منذ #قصص بوليسية



في واقعة غريبة من نوعها تم تبرئة رجل من أوهايو يدعى Ajamu كوامي أجاموا بعد مرور 40 عامًا على سجنه ، وحينما خرج من السجن قال : “كان بإمكاني أن أكون باراك أوباما” ولم يطلب تعويض رغم أن هذا من حقه ، ولكن طلب شيئًا أخر أذهل العالم

لقد بدأت تلك القصة المؤثرة منذ عام 1975م ، حيث تم اتهام أجاموا ومعه اثنان من الشباب بتهمة قتل رجل الأعمال هاري فرانكس ، وكان الثلاثة قد أُدينوا وحُكم عليهم بالسجن مدى الحياة في ذبح رجل الأعمال خارج متجر زاوي في يوم ربيعي دافئ في عام 1975م ، وقد كان الشاهد في تلك القضية هو شاب يدعى إيدي فيرنون

وقد كان في الثانية عشرة من عمره فقط عندما قُتل هاري فرانكس ، وكان بعمر 13 عامًا عندما أدلى بشهادته ضد الرجال الثلاثة في المحاكمة عام 1975م ، وقد بحث الكاتب كايل سوينسون في تلك القضية ونقب من جديد ، حيث كتب عنها في مجلة المشهد عام 2011م ، وأعاد بناء خيوط القضية محاولًا الوصول للحقيقة المفقودة

وحينما أعيد التحقيق في القضية تراجع الشاهد ، وكشفت القضية المرفوعة عن تراجع الشاهد في شهادته ضدهم ، حيث قال فيرنون في المحكمة الشهر الماضي وفي شهادة خطية له ، بأنه تم إجباره من قبل شرطة كليفلاند على هذا الاعتراف ضدهم ، وحينما برأ القاضي أجاموا قال بأنه يرفض جميع الاتهامات ، والمدعي العام اعترف بأن الثلاثة رجال الذين أدينوا في عام 1975م بتهمة القتل “كانوا ضحايا ظلم فظيع”

وبعد أن تمت تبرئة كوامي أجاموا نزلت القاضية باميلا باركر من على مقعد القضاء يوم الثلاثاء ، وانحنت على طاولة الدفاع وقدمت له عناق ، فقد استغرق الأمر ما يقرب من 40 عامًا في السجن ، لكن أجاموا لم يعد الآن قاتلاً مدانًا ، وقد نقل المدعي العام في المقاطعة والذي يدعى تيم ماكينتي رسالة عبر مساعده مفادها : “أن أجاموا ووايلي بريدجمان ؛ وصديقهم ريكي جاكسون كانوا ضحية لظلم فظيع”

فقد كان أجاموا الذي كان يُعرف آنذاك باسم روني بريدجمان ، في السابعة عشرة من عمره عندما تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة ، وكان جاكسون في التاسعة عشر من عمره ، وكان ويلي واي بريدجمان في العشرين من العمر ، ولقد أُطلق سراح أجامو من السجن في عام 2003م ، أما جاكسون وويلي بريدجمان فقد سُجنوا حتى وقت قريب ، وتم إطلاق سراحهم في 21 نوفمبر

تشرين الثاني

وكان مكتب المدعي العام ماكينتي قد برأ جميع جرائمهم الثلاثة ، وقال أنه لن يعارض أي ادعاء ببراءتهم ، وهو ما سيعجل من العملية المدنية التي يتم بموجبها تعويض الرجال بسبب احتجازهم على نحو خاطئ ، ويبدو أن تنازل المدعي العام أدهش المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان في كليفلاند تيري جيلبرت ، الذي كان يمثل Ajamu Wiley Bridgeman، منذ وقت طويل

وعندما خرج أجاموا وهو في عمر (57 عامًا) أعاد بناء حياته ، وهو متزوج الآن من امرأة التقى بها في وسط مدينة كليفلاند عام 2003م ، عندما لم تتمكن من العثور على الحافلة الصحيحة فاستقل معها إلى وجهتها ، وتزوجا في السنة التالية بعد أن اقترحت عليه ذلك ، وبعد أن رفض باركر الاتهامات أخبر كوامي أجامو حفنة من الناس في قاعة المحكمة أنه شعر بسعادة غامرة ، وأن “هذه الغرفة مضاءة بالحقيقة”

وقال: “إنني آمل أن لا نضطر إلى الانتظار أربعين سنة أخرى من أجل كوامي أجامو القادم ، وايلي بريدجمان ، وريكي جاكسون” ، “آمل من يومنا هذا أن نتوقف عن تجاهل ما هو واضح في نظام العدالة الجنائية والمضي قدماً بالسلام والمحبة”، وبعد جلسة الاستماع قام أجاموا بتقدير كايل سوينسون ، الكاتب في مجلة المشهد ، والذي قام في عام 2011م بالتنقيب في قصص الرجال وكشف كيف تم تخريب القضية

وقال أجاموا أنه يأمل في أن يلتقي يومًا مع الشاهد إيدي فيرنون الذي يبلغ الآن 52 عامًا ، ليتمكن من إخباره أنه يدرك ما حدث وأنه ليس لديه إرادة سيئة تجاهه ، وقال أجاموا أن تبرئته الكاملة تجعله يشعر بالحرية في أي مكان يذهب إليه في أي وقت ، وقال يمكنني حتى العودة إلى الشاب أجاموا ، لكنني لست كذلك ، لقد قتلوا شبابي لقد قتلوا روحي لقد قتلوا كل ما أؤمن به ، كل ما أريده ، لقد كنت أرغب في أن أكون شيئًا أيضًا ، كان بإمكاني أن أكون محاميًا ، كان بإمكاني أن أكون باراك أوباما من يدري ؟ وبعد أن برأوا كوامي أجاموا سأله القاضي عن أي تعويض يريده ؟ فبكى وقال كل ما أريده هو مراجعة القوانين التي تسببت في حبسنا ، فتنحت القاضية عن منصتها وقامت وعانقته ، وبالفعل شكلت الدولة هيئة قانونية لمراجعة تلك القوانين ، التي تسببت في حبس هؤلاء الشباب كل تلك السنين ظلمًا ، وبعد أسبوع من عودته لبيته ذهب إليه الرئيس أوباما مع أسرته لبيته وتناول معه العشاء الذي أعدته السيدة الأولى تكريمًا له

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك