في صباح السادس عشر من أكتوبر عام 1916م ، تم إعدام الجندي هنري فار ” Henry Fa
” من قوة المشاة البريطانية في فرنسا بسبب الخوف والجبن ، ومنذ ذلك الحين قيل إن فار عانى من “صدمة shell shock ” ، وهو اضطراب نفسي وجسدي شديد تسببه ضغوطات الحرب أدى لإصابته بالخوف فترة طويلة وغيره الكثير من الجنود الأخرين ممن حُكم عليهم بالإعدام
كان فار عضوًا في فوج كتيبة يورك يوركشاير الأولى Yorkshire Regiment ، والذي كان مشاركًا في معركة السوم ” battle of the Somme ” سيئة الصيت ، وفي صباح السابع عشر من سبتمبر ، طلب فار أن يتم إعفائه من الواجب العسكري في الوقت الذي تقدمت فيه الكتيبة نحو الخطوط الأمامية لقوات العدو أراد فار رؤية المسئول الطبي والذي إما رفض رؤيته لأنه لم يكن يعاني من أي إصابات جسدية واضحة ، أو رأوه غير مريض فقد كانت تقارير المحكمة العسكرية في فار غير واضحة على ما حدث بالضبط عندما رأى الطبيب
على الرغم من استنتاجات الطبيب ، بقي فار بعيدًا عن الخطوط الأمامية للمعركة وفي ذلك المساء وأمره ضابطه الأعلى الرقيب في الجيش ميجور هانكينغ ” Major Hanking “، بتقديم تقرير إلى القادة في الخنادق ، ورفض فار أن ينفذ الأمر قائلاً : إنه “لا يمكن أن يقف عليها” ، في الساعة 11:00 مساءً ، جرت محاولة لوضع فار في الخطوط الأمامية للمعركة بالقوة ، فقاوم مرة أخرى وبدأ شجار وحاول الهرب ، وفي صباح اليوم التالي تم اعتقاله واتهامه بتهمة انتهاك قانون الجيش ، وإظهار الجبن والخوف في مواجهة العدو
بدأت محاكمته العسكرية بعد حوالي أسبوعين من اتهامه ووصف أربعة جنود سلسلة أحداث يوم المعركة في 17 سبتمبر ، والتي لم ينكرها فار ، وذكر الطبيب أن فار أُصيب بجروح بالغة ، ولكنه لم يتمكن من تقديم أي دليل ، وكان فار قد تغيب عن عمله عدة مرات من قبل ، وكان على بينة من عواقب ذلك ، كان الوضع في السوم بلا شك في مواجهة العدو صعب ، وبالتالي لم يكن هناك أي خيار سوى إعطاء فار حكماً بالإعدام
كان فار غير محظوظ بشكل لا يصدق فقد كان واحدًا من القليلين الذين تم تنفيذ حُكم الإعدام عليهم من ضمن 3080 شخص حٌكم عليهم بالإعدام ، وتم تنفيذ الحكم في 346 فقط ، بتهمة الجبن والخوف ، وجميع أحكام الإعدام كان لا بد من تأكيدها من قبل المشير هايغ ” Haig ”
من المستحيل بالطبع معرفة سبب قيام هايغ بالتصديق على الحكم ، فأحد التفسيرات أنه كان قلقاً بشأن الروح المعنوية في جيشه الذي يُهيمن عليها الضعف بشكل كبير ، حيث أنهم واجهوا وضعاً ميئوساً على ما يبدو ضد القوات الألمانية في عام 1916م
كان فار على الأرجح ضحية لعرض ” shell shock ” ، وهو اضطراب حاد ناجم عن التعرض المطول لنيران المدفعية ، يبدو أن انهياره كان بسبب اندلاع المعركة وصوت المدافع يوم 16 ، حيث قامت المدفعية البريطانية بقصف مكثف على القوات الألمانية ، واستُخدِم مصطلح shell shock ، لأول مرة من قبل طبيب برتبة ضابط يدعى تشارلز مايرز ” Charles Myers ” في عام 1917م
وتضمنت الأعراض القلق الشديد وعدم التركيز ، والارتعاش ، وفقدان البصر والإسهال ، يبدو أن الأطباء بدؤوا في اكتشاف هذا المرض منذ بداية الحرب ، ولكنهم فشلوا في فهم أسبابه وتأثيراته بالكامل ، بدأ بعض الأطباء يطالبون بأن العلاج الوحيد هو الراحة الكاملة من الحرب ، ولسوء الحظ كانت مطالب الحرب تعني أن ضباط الجيش البريطاني لم يكن لديهم الوقت الكافي للاستماع إلى هذه المخاوف ، ويعتقد أنه بحلول نهاية الحرب ، عانى 80000 جندي في الجيش البريطاني من هذه الآلام