قتل هربرت مولين Herbert Mullin ثلاثة عشر شخصًا في كاليفورنيا عام 1972م ، لأنه اعتقد أنه بإمكانه إيقاف زلزال قبل حدوثه ، وهذه هي قصته المخيفة ففي عام 1972م اعتقد هربرت مولن أنه سيكون هناك زلزال هائل بالقرب من منزله في شمال كاليفورنيا ، والعجيب أن مولين وجد حل مروع لهذه المشكلة ! فمولن مصاب بمرض انفصام الشخصية وقد سمع أصواتًا في رأسه تحذره من وقوع الزلزال ، وأنه يمكن أن يوقف هذا الزلزال القاتل من الحدوث ، إذا قام بقتل عدد من الناس وهذا بالضبط ما فعله ، ففي أواخر عام 1972 وأوائل عام 1973م قتل مولن بالفعل 13 شخصًا ، وأصبحت المنطقة في حالة من الذعر ، وسمي حينها بقاتل الزلزال
هربرت مولن قبل القتل : بدأ هربرت مولن المولود في 18 أبريل 1947م في ساليناس بولاية كاليفورنيا ، حياة طبيعية مع أسرته وفي الوقت الذي تخرج فيه من المدرسة الثانوية ، كان هو الشاب “الأكثر احتمالًا للنجاح” ، ولكن بعد المدرسة الثانوية شهدت الأمور تراجعًا حادًا ، حيث قتل صديقه المفضل في حادث سيارة ، وهذا الحادث يعتقد بعض الخبراء أنه ربما تسبب في ظهور مرض انفصام الشخصية الذي أصيب به
ثم بعد ذلك وفي عمر 19 عامًا حاول مولين تعاطي مخدر القنب وLSD للمرة الأولى ، وسرعان ما أصبح مستخدمًا منتظمًا للمخدرات ، وتفيد التقارير أن تعاطيه للمخدرات قد ساءت من أعراض مرضه العقلي ، وفي سن 21 عامًا بدأت عائلته تلاحظ علامات الشيزوفرينيا ، ورغم أنه دخل طواعية إلى مستشفى محلي لتلقي العلاج ، فقد غادر بعد ستة أسابيع وتم إعطاؤه تشخيصًا “سيئًا”
ثم دخل العديد من المستشفيات والبرامج في السنوات التالية ، سواء بشكل طوعي أو لا إرادي ، ولكنه لم يلتزم بعلاجاته الموصى بها وجلسات العلاج الجماعي ، ثم جاء تشخيصه من “بسيط ” إلى “خطير” ، وكان في ذلك الوقت تقريبًا قد بدأ يكتفي بالاعتراف لزملاء العمل بأنه كان يسمع أصواتً ، وفي عمر 23 سنة تم تشخيصه على أنه مصاب بالفصام من قبل ثلاثة أطباء مختلفين
تحذيرات من الزلزال : كان عيد ميلاد هربرت مولن في الذكرى في السنوية لزلزال سان فرانسيسكو المدمر لعام 1906م ، ومع تفاقم حالة انفصام الشخصية لديه ، بدأ في تطوير أفكار غريبة تتعلق بهذا اليوم المميت ، وفي عام 1972م توقع عالم أنه في 4 يناير 1973 ، سيطلق صدع سان أندرياس مرة أخرى زلزالًا مدمرًا على شمال كاليفورنيا
و أخبرته الأصوات الموجودة في رأسه والتي ربطت بالفعل بين عيد ميلاده والزلزال بأن التضحية البشرية هي مفتاح منع الكارثة ، كما أوضح مولن فيما بعد قائلًا : “نحن البشر من خلال تاريخ العالم قمنا بحماية قارتنا من الزلازل الكارثية بالقتل ، و بعبارة أخرى تُجَنب الكوارث الطبيعية الصغيرة وقوع كارثة طبيعية كبرى “
ومع مهمته بالتضحية البشرية في 13 أكتوبر 1972م ، بدأ هربرت مولن بقتل رجل عابر اسمه لورانس وايت ، حيث قام بضرب الرجل الأبيض حتى الموت بمضرب بعد رؤيته للرجل وهو يقف في التقاطع على جانب الطريق ، وزعم مولين في وقت لاحق أنه يعتقد أن وايت هو يونان من الكتاب المقدس ، وقال إن يونان طلب من مولن أن يقتله لكي يتم إنقاذ الآخرين
وكانت ضحيته الثانية هي ماري جويلفويل وهي طالبة جامعية ، كانت قد سافرت في 24 أكتوبر
تشرين الأول ، حيث طعنها مولين وقام بتقطيع أوصالها ، ثم قام بتفريق بقاياها على جانب الطريق ، وحدثت الجريمة الثالثة في الثاني من نوفمبر
تشرين الثاني عندما ذهب مولين إلى كنيسة كاثوليكية ليعترف بخطاياه للأب هنري تومي ، ثم ضربه وطعنه حتى الموت معتقدًا أن الكاهن قد تطوع أيضًا كذبيحة ، وبعد الهجوم هرب مولن ونزف تومي حتى الموت هناك في الطائفية
ثم في 25 يناير 1973م قتل مولين خمسة أشخاص في يوم واحد ، ولم يأت أي زلزال وكان متأكداً أكثر من أن عمليات القتل التي ارتكبها كانت هي السبب في إبقاء الكارثة في مكانها ، وفي ذلك اليوم قتل صديقًا قديمًا وزوجته ثم امرأة وطفليها في المنزل ، الذي كان يعيش فيه صديقه ، ومع وصول عدد القتلى إلى ثمانية ذهب إلى أحد المخيمات ، وقتل مجموعة من أربعة مراهقين في 6 فبراير
شباط
، واعتقد مولن أنه كان قد اتصل بهم وأنهم منحوه الإذن بقتلهم
هربرت مولن في المحكمة : تم القبض على هيربرت مولن أخيرًا بعد قتله الثالث عشر والنهائي في 13 فبراير ، وبعد إطلاقه النار على رجل وقتله في باحة منزله في وضح النهار ، حيث لاحظ جار الرجل رقم لوحة ترخيص مولن ودعا الشرطة ، وعندما تم القبض عليه لم يقاوم مولن الاعتقال ، وتمكن المدعون من محاكمة مولين في 10 من جرائم القتل الثلاثة عشر التي ارتكبها بأنه مذنب لكل الـ 10 أشخاص
والأكثر من ذلك هو أنه حاول أن يدافع عن نفسه دون محامي ، ولكن القاضي قرر أنه غير مختص عقليًا بما يكفي للقيام بذلك ، لذلك تم تعيين مدافع عام له على الرغم من أن مولن حاول طرد المدافع العام ولكن رفض القاضي السماح بذلك ، وخلال المحاكمة تحدث مولين عن الأصوات التي كان يسمعها ، تلك التي كانت تقول له أن يقتل
وعلى الرغم من كل هذا أنتج المدعون أدلة تشير إلى جرائم سبق الإصرار على ارتكابها ، مما يشير إلى أن مولن كان عاقلًا بشكل قانوني وأُدين بجميع جرائم القتل العشرة ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة وظل في سجن الولاية باول كريك في إيون كاليفورنيا حتى يومنا هذا ، وعلى الرغم من كل ذلك فإن هربرت مولن مؤهل للحصول على الإفراج المشروط ليعود مرة أخرى في عام 2020م