في 17 يناير 1977م ، أصبح غاري غيلمور أول شخص يعدم في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عشر سنوات ، وكان موته بالرصاص بمثابة نهاية لحظر الإعدام الذي كان ساريا منذ عام 1972م
كانت عقوبة الإعدام منذ فترة طويلة مثيرة للجدل على الصعيد العالمي ، وتدهورت منذ وقت طويل ، ومع ذلك تظل سمة من سمات نظام العدالة الأمريكي ، على مدار تاريخ الولايات المتحدة ، وبذلت محاولات للقضاء على استخدام عقوبة الإعدام ، مما لا شك فيه أن أكثرها نجاحًا تحقق في سبعينيات القرن العشرين مما أدى إلى الحظر أربع سنوات
كان مفتاح الحظر هو قضية 1973م فورمان ضد جورجيا ، واتهم وليام هنري فورمان بقتل شخص في منزل خلال عملية سطو ، وتغير بيان فورمان من قتل الساكن دون قصد إلى إطلاق النار بصورة عمياء أثناء الفرار ، إلى إطلاق النار على مسدسه بطريق الخطأ بعد أن تعثر
ونظرًا لأن الوفاة وقعت كجزء من عملية سطو ، كان فورمان مؤهلاً لعقوبة الإعدام إذا ثبتت إدانته ، وقد أدين ، رغم أن المدافعين عنه يقولون إنه تم التوصل إلى الحكم على أساس تصريح فورمان نفسه ، وحُكم على فورمان في النهاية بالإعدام ، ولكن العقوبة لم تنفذ أبداً
وقد رفعت القضية أمام المحكمة العليا الأمريكية ، والتي قضت بأن فرض عقوبة الإعدام سيشكل “عقوبة قاسية وغير عادية” بموجب التعديلين الثامن والرابع عشر ، وقضت المحكمة العليا بأن القانون الأساسي لجريمة الإعدام في جورجيا والذي يعطي هيئة المحلفين سلطة تقديرية كاملة قد يؤدي إلى إصدار أحكام تعسفية ، وأطلق الحكم على الفور سراح عدة مجرمين آخرين على ذمة حكم بالإعدام في جورجيا من حكم الإعدام
وفي يونيو
حزيران 1972م ، ألغت المحكمة العليا أربعين قانونًا لعقوبة الإعدام ، حيث تم تخفيف أحكام الإعدام الصادرة بحق 629 سجينًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة وتعليق عقوبة الإعدام في البلاد فعليًا ، وعلى الرغم من الحظر ، أظهرت استطلاعات الرأي أنه بحلول عام 1976م ظل 66٪ من الأمريكيين يؤيدون عقوبة الإعدام ، وفي نهاية المطاف ، قدمت قضية غاري غيلمور سابقة لعودة عقوبة الإعدام
وكان مجرم مهني عمره 35 سنة قضى نصف حياته في السجن ، على مدى يومين في يوليو 1976م ، قتل جيلمور رجلين : مدير محطة الغاز ماكس جنسن وبن بوشنيل ، وقد تعرض الرجلان للسرقة على يد غيلمور ، وبالرغم من تنفيذ مطالبه ولكنه قتلهم
سرعان ما أدين غيلمور بالقتل وحُكم عليه بالإعدام ، وبدأ الجدل حول عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية والرابطة الوطنية للنهوض بالملونين اتحدوا من أجل أطلاق حملات لمنع إعدامه ، وقبل جيلمور نفسه الحكم ،واتخذ خطوة غير اعتيادية من أجل تنفيذ حكم الإعدام بسرعة ؛ وتم بدء إضراب عن الطعام احتجاجاً على التأخير في تنفيذ الحكم ونشر رسالة في الصحافة تطلب من والدته التوقف عن التدخل نيابة عنه
حددت المحكمة العليا المتطلبات الأساسية التي يجب الوفاء بها في حالة إعادة عقوبة الإعدام إلى الحالة التالية ، يجب أن يأخذ القاضي في الاعتبار شخصية وسجل المدعي عليه وتستند الأحكام على معايير موضوعية ، وقد سمح لأي دولة تمتثل لهذه المعايير بسن قوانين جديدة لعقوبة الإعدام ، وهو ما فعلته 37 ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1976م ، وفي غضون ذلك ، تم إعدام جيلمور رميا بالرصاص في 17 يناير 1977م ، من المفترض أن كلماته الأخيرة كانت: “دعونا نفعل ذلك”