من ذاكرة الأصدقاء

منذ #قصص واقعية

كان لي صديق أثني عليه كثيرا هو أقرب أصدقائي إلي إستخلصته لنفسي و إخترته من بين الجميع ، كان الرجل جميل الوجه، طيب الخلق ، كثير الكلام ، كثير الضحك ، كنا نتسامر طول الوقت ، لا تكاد نفترق ، لا يذهب لمكان إلا وأنا معه و من شدة حبي له كنت أؤثره على نفسي ، و أقضي له ما إستعصى عليه من حاجاته ، و مع مرور السنوات بدأ الرجل بالتغير شيأ فشيء حتى تحول من النقيض إلى النقيض فصار عدوا لدودا لا أعرف له خلاصا رغم كل ما عانيته في علاقتي مع هاذا الصديق إلا أني كنت دوما صديقه الوفي ، صاحبه الذي لا يتركه في سراء و لا ضراء ، لم يكن يشعر بقدر المحبة

و في أحد الأيام قرر الغدر بي رفقة عصبة من الأصدقاء الآخرين لكن ، كانت طعنة الغدر أكبر مما تغتفر ، كان سكين الغدر ممتلىء بالحقد ، و راح معه حب الصديق و ظهر وجه العدو اللدود ، الذي يعرف عنك أكثر مما تعرفه عن نفسك ، العدو الذي خبرك لسنوات و سنوات

اليوم أصبحت بلا صديق ، اليوم رجحت كفة الأعداء ، اليوم ظهر وجه النفاق ، كانت الصدمة أكبر من كل شيء ، لم نعد نوزع صكوك الغفران ، و لم نعد نسامح

حان وقت القرار و إعادة ترتيب الأفكار ، لابد أن أنجاز إلى نفسي التي ضلمتها كثيرا ، حان وقت الابتعاد عن هاذا الصديق عن هاذا الرفيق ، إنه الفراق .
و طبعا كان الفراق دون نزاع أو شقاق ، كان إنسحاب بصمت إلى أن حدث شيء وجب الوصال

توفي أبو صديقي و يجب أن أقدم واجب العزاء و فعلا ذهبت إليه و قمت بتعزيته ، ولازمته فترة الدفن و العزاء ، إنه النداء نداء الضمير و المبدأ
لكن بعد ذلك رجعت لنفسي فصديقي قد مات و ما تبقى منه هو عدو بل و ألد الأعداء

إلى اللقاء

أعجبني الأسلوب، وكأني بك غداً، كاتب يشار إليه بالبنان ..
استمر سلم الله يمناك .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك