ليست مجرد قصة !
على الإنسان ألا يؤجل توبته لأن الله أخفى الموت سبباً وزماناً ومكاناً
ذلك قول مأثور سمعته من فضيلة الشيخ الإمام محمد متولى الشــــــعراوي يرحمه الله فالطريق إلى الخطيئة مفروش دائما بدعـــاوى الإضطرار وبحجةأن الضرورات تبيح المحظورات !
ولكن أي محظورات يقصدون
هل هي محظورات العرف والتقالـــــيد
أم المحظورات الدينية والخ لقية !
كثيرون هم من أغواهم الشيطان وبـــــرر لهم سوء أفعالهم وذلك بفقدانهم الصبر الجميل والإستسهال الذي يفتح الطريق دائما للتنازلات والتفريط !
وياويل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء أن ينقاد لأهوائها ونزواتـها ويتكاسل عن مجرد محاسبة نفسه ولا أقـــــول جهادهاً فإن أعظم الجهاد جهاد النفس ذلك هو الجهاد الأكبر كما تعلمنا مــن حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من هنا تبدأ قصة الفتاة المسكينة صابرين التى جاءت إلى باكية منهارة تقول: أنا فتاة في الخامسة والعشرين أبي موظف بسيط ولى خمسة أشقاء ونقيم فى شقة واسعة فى حي خال استطاع أبى الحصول عليها منذ ثلاثين عاما حين كان الحصول على شقة أمرا سهلا !
وكان الحي الذى نسكن فيه شبه خال ثم بدأت العمارات الجديدة ترتفع فـــيه كل يوم حتى أصبح حياً راقياً
بكل معنى الكلمة حتى أننا وجدنا أنفسنا فجأة أقل سكانه شأناً فمعظم جيراننا أطباء ومستشارون وتجار كبار !
لقد وجدنا أنفسنا فـــــــى وسط غريب علينا بلا معارف ولا أصدقاء ونرى الشباب من حولنا يركبون السيارات الفارهة ويذهبون إلـــــــى النوادى بل ورأينا أبناء بواب العمارة التي نسكن فيها يعيشون فى مستوى أفضل مـــنا كثيرا ويرتدون من الملابس أفضل مما نرتدي نحن !
هكذا مضت بنا الحياة حتى تخرج أخي الأكبر مـــن الجامعة وتزوجت أختي الكبرى بعد كفاح مرير من جانب والدي كي يجهزها وحصلت أنا علـــــــى دبلوم التجارة وبدأت رحلة البحث عن عمل كي أدخر لنفسي نفقات زواجي حين يأذن المولى عزوجل لي بالزواج وبـــعد بحث طويل وشاق استطعت الحصول على وظيفة سكرتيرة فى شركة صغيرة لتوظيف الأموال بــــمرتب خمسمائة جنيه فى الشهر وفرحت بعملي كثيرا ووجدت فــــــــــيه حلاً لكل مشاكلي ورحت أبذل فـــــــــيه كل جهدى وأعمل ساعات إضافية لأنال رضا رئيسي ورضي رئيسي بالفعل عن عملى فرفع مرتبى إلى سبعمائة جنــــيه فى الشهر وسعدت بذلك كثيرا وتغيرت نظرتي للحياة وارتديت الــــــــحجاب كاملا تعبيراً عن شكري لنعمة الله علي وبدأت الحياة تبتسم لي !!
لكن دوام الحال من المحال فبعد أربعة أعوام مــــــــن عملي بشركة توظيف الأموال فوجئت بالشرطة تلقي القبض على صاحبها لصدور عدة أحـــــــكام ضده وأغلقت الشركة أبوابها وأصبحت فــــي الشارع لا عمل لي وانتابتني حالة من اليأس الكبير من كل شىء في الحياة !
ومرت الشهور على بطيئة ثقيلة وأنا فى بيت أسرتي وما أدخرته من راتبى الكبير يتسرب من بين أصابعي وذات صباح قرأت إعلاناً عن كازينو يطلب مضيفات للعمل بـــــــه وتوقفت طويلا أمام الإعلان ودارت برأسي الأفكار فاستعذت بالله منها وطويت الصحيفة ثم وجدت نفسي دون وعي أعود إلى الإعلان وأقرؤه من جديد وأفكر ثم فجأة نهضت وإرتديت ملابسي وأخرج إلى عنوان الكازينو المذكور فى الإعلان وأتقدم إلى صاحب الكازينو طالبة الوظيفة !
وتفحصني المدير بنظرات ذات معنى وقبل أن يتكلم قلت لــــه حجابي ليس مشكلة لأني سأخلعه فى العمل وأرتديه عند خروجي منه !
وفوجئت أن صاحب العمل أدرك مدى إحتياجي للعمل فوافق عـــــلي تعييني فيه وعدت إلى البيت وأخبرت أسرتي بالكذب أنني وجدت عملا كسكرتيرة فى شركة صغيرة وصدقوني للأسف الشديد وفى اليوم التالي ذهبت إلـــــى العمل حاملة معى فستاناً من فساتيني القديمة قبل إرتدائي الحجاب ودخلت غرفة اللبس وارتديته ثم خرجت للعمل أحـــــمل المشروبات لرواد الكازينو واتنقل بين الموائد تحاصرني النظرات الجائعـــة ومداعبات السكارى 7ساعات كاملة حتى انتهت نوبتي فعدت إلى غرفة اللبس وخلعت الفستان
****** تابع قصة خداع الخطيئة
القصير وارتديت ملابسى المحتشمة وانصرفت مهتزة الأعصاب وعدت إلى بيي وبكيت بكاءا مراً واعتزمت ألا أعود إلى هذا المكان مرة أخرى !
ولكنى وجدت نفسي أقوم فى الصباح وارتدي ملابسي وأذهب للــعمل بالكازينو وفي اليوم التالي وجدت فى إنتظاري يونيفورم العمل الموحد بعد أخذ مقاساتي فـــــي أول يوم ووجدته فستانا قصيرا خليعا فترددت قليلا ثم إرتديته وخرجت إلى القاعة ومرت عــــــــلي الأيام ثقيلة وبعد أسابيع بدأت أتغير تدريجيا فبدأت أضيق بالحجاب الكامل وبالفستان الذي يجرجر فــــوق الأرض فقصرته قليلا ثم ضقت بطرحتي الكبيرة فاستبدلتــها بمنديل صغير يغطي رأسي وجزء من رقبتي وبعد أن كان وجهي لايعرف المكياج بدأ المكياج يتسلل إليه بل وبدأت فى تدخين السجائر بشراهة !!
والآن " تقول صابرين " أنا تائهة حيرانة ضائعة أشعر أننى أعيش في ضياع وأستغل ثقة أهلي بي وهكذا نرى الفتاة البائسة صابرين قد أغواها الشيطان وسلكت فـــي طريقه
وسهل عليها طريق العمل فى بداية حياتها حتى أنها إرتديت الحجاب ليــس عن إقتناع وإنما بإعتباره جزء ومظهر من العمل فى شركة توظيف الأموال التي تتخذ من الدين ستارا للنصب على السذج والأبرياء!
وهذا هو خداع الخطيئة التي يزينها لنا إبليس اللعين ويقنعنا أن فـــي العمر متسع للتوبة والعودة إلى حظيرة الإيمان !
لكن هيهات هيهات فالعمر لو تدري قصير ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس بأي أرض تموت نرجو من الله عز وجل أن تعود صابرين إلى نفسها الإيمانية تعلمها الأدب
والطاعة ومخالفة الهوى نتمنى أن تجاهد نفسها الأمارة بالسوء بالإكـــثار من الطاعات والبعد عن المعاصي والذنوب فالوضـــــع الطبيعي لأي إمرأة مسلمة هو أن تعمل فى بيتها ترعى شئون زوجها وتربي أولادها الــــتربية الإسلامية الواعية فرسالة الأم أكرم وأفضل بكثير من العمل كمضــيفة فى كازينو للموبقات فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق!!