ارس الله تعالى يونس بن متى عليه السلام. إلى سكان مدينة تعرف بـ نينوي .
وفرح يونس - عليه السلام- برسالة الله تعالى له وأخد على نفسه أن يبذل كل جهد في سبيل دعوة الله.
وبدأ يونس - عليه السلام- يدعو قومه يذهب لهم في النوادي التي يجتمعون فيها كما كان يذهب إلى بيوتهم ويقابل أغنياء القوم وفقراءهم يدعو إلى عبادة الله تعالی واحده.
ولكن قوم نينوي رفضوا دعوة الله ولم يقبلوها فغضب يونس عليه السلام منهم وقرر من نفسه أن يتركهم ویرحل عنھم
خرج يونس عليه السلام مغضبا لان قومه رفضوا دعوة الله بعد أن حذرهم أن عذاب الله سيقع عليهم. واتجه يونس عليه السلام إلى سفينة ترسو في الميناء الصغير وكانت الشمس وقتها تتجه نحو الغروب. والأمواج تتلاطم ورأى يونس عليه السلام سمكة صغيرة تقاوم الموج ولكن لصغرها لا تعرف ماذا تفعل. وجاءت موجة كبيرة فحملت السمكة ورفعتها إلى الصخور وحطمتها و احس یونس علیه السلام بالحزن وقال في نفسه إن هذه السمكة الصغيرة لو كان معها سمكة كبيرة لاستطاعت أن تنقذها وتساعدها
وتذكر حاله مع قومه فالمه ما حدث.
واتجه يونس عليه السلام نحوالسفينة وكان قلقا ليس معه طعام ولا شراب ولا أحد يودعه ودخل السفينة ورآه قبطان السفينة فسأله عما يريد فأخبره يونس عليه السلام أنه يريد أن يرحل ويسافر في السفينة ولاحظ قبطان السفينة الاضطراب والقلق على يونس عليه السلام وأحس أنه أخطأ في شيء فساومه وزاد له الأجرة ولكن یونس علیه السلام قال له ساعطیلك کل ماترید ولكن اجعلني آسافر معكم فلما امسك القبطان بما يريد سمح ليونس عليه السلام أن يدخل السفينة لیسافر
كان التعب ظاهر في وجه يونس عليه السلام فطلب من القبطان أن يعرفه غرفته قائلا: أين غرفتي فأنا متعب وأريد أن أرتاح.
فرد عليه القبطان وقال: ذلك ظاهر عليك وأشار القبطان ليونس إلى الغرفة التي سيجلس فيها فلما دخل يونس عليه السلام غرفته ألقى بجسده على السرير وأخذ ينظر إلى سقف الحجرة فرأى فيها مصباحا يبدو أنه مائل فزاد ذللك من حزنه وكان لايزال متذكرا السمكة الصغيرة فصورتها وهي تتحطم لا تفارق خیاله.
وسارت السفينة في هدوء وسكون طوال النهار ولما جاء الليل بدأت الأمواج تضطرب وترتفع كالجبال وتهبط بل بدأت تدخل سطح المركب وتصطدم بالواقفين فوق السطح وتغرق ملابسهم بمياهها.
وفي هذا الوقت ظهر صوت من قاع البحر يبدو أنه لا هم له إلا أن يسبح وراء هذه السفينة الأمر قد قدره الله تعالی
ومع شدة تلاطم الأمواج أو دخول المياه على سطح السفينة اضطرب الراكبون على السفينة وخافوا مما حدث خوفا شديدا ونادى أحد المسئولين في السفينة أن يلقي كل من معه متاع في البحر حتى يخففوا الحمل عسى أن تنجو السفينة من هذا الاضطراب فألقى كل واحد من الركاب ما كان معه من أمتعة وغيرها.
ولكن مع إلقاء الركاب متاعهم لم يتغير شيء فالأحمال التي ألقوها لم تؤثر في الرياح واضطرابها وقام يونس علیه السلام فزعا من نومه فرای کل شيء یهتز في الغرفة وحاول أن يحافظ على اتزانه ولكن دون فائدة فالسفينة تتمايل هنا وهنالك والخطر محيط بالركاب من کل مكان.
وصعد يونس عليه السلام إلى سطح السفينة فما رآه القبطان تذكر حاله وخوفه منه عسى آن یکون قد فعل شيئا خطئا.
وهنا قال القبطان: لقد ثارت عاصفة في غير وقتها وسنجري قرعة فمن خرج اسمه فيها ألقيناه في البحر ورضى الجميع بذلك الحل ووضع يونس عليه السلام اسمه ضمن أسماء الركاب الذين ستجرى عليهم القرعة.
كانت هذه القرعة شيئا معروفا لدي الركاب جميعا. لكن يونس كان يجب عليه أن يرضى بالامر الواقع.
وأجريت القرعة فخرج اسم يونس وأصبح واجبا عليه أن يلقي نفسه في البحر فاعادوا القرعة مرة ثانية فخرج یونس آیضا فکرروها مرة ثالثة فخرج اسم يونس.
وأصبح واجبا عليه أن يلقي نفسه في البحر هنا تذكر يونس عليه السلام أنه آخطأ وأن ماحدث عقاب من الله له.
وقف يونس عليه السلام على حاجز السفينة وهو ينظر إلى البحر الهائج وكيف أنه سيلقي بنفسه فالأمواج متلاطمة وهي سوداء وكان الجو مظلما وليس هنالك قمر والنجوم لا تظهر ولون المياه أسود والبرد يغطي جسده حاول يونس أن يمسك توازنه كي يقفز مستقيما والناس يطلبون منه أن يلقي بنفسه ولما تباطؤوا فعله ألقوه بأيديهم فالتقمه الحوت بعد أن وجد يونس طافيا على وجه البحر وسار في أعماق البحر.
وبعد فترة فوجى يونس عليه السلام أنه في بطن الحوت والحوت يجري به في جوف البحر والليل مظلم تصور يونس نفسه أنه قد مات حرك أعضاءه فوجد نفسه مازال حيا علم أن ذلك من حفظ الله فإن الله أمر الحوت ألا يخدش منه شيئا فتحرك قلبه بالتسبیح لله والاستغفار له فتادی یونس ربه وهو في جوف الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
وأخذ يونس عليه السلام يبكي ويدعو الله أن يغفر له وأن يعفو عنه وشغل نفسه يذكر الله تعالی.
وسمعت الكائنات البحرية بتسبيح يونس عليه السلام فأقبلت الحيتان والأسماك تحوط الحوت الذي ابتلع يونس تسبح الله معه وكان الحوت نائما فاستيقظ فوجد الكائنات البحرية تسبح الله تعالى فعلم أنه ابتلع نبيا فأخذ في التسبيح معهم وأحس الحوت بالخوف ولكنه تماسك نفسه وقال: أنا لم أصنع إلا ما أمرني الله تعالى به ولن أفعل شيئا إلا بأمر الله.
ومكث يونس عليه السلام فترة من الزمن لا يعلمها إلا الله كان فيها يسبح الله تعالى دائما وقبل الله تعالى توبة يونس عليه السلام وأمر الحوت بأن یخرجه إلی الشاطی .
واتجه الحوت من جوف البحر حيث البرد إلى أعلى حيث دفء الشمس وسار سريعا حیث احدى الجزر وألقى يونس فيها فكانت الشمس تلسع جسده بأشعتها وكان يتألم من ذلك لكنه شغل نفسه يذكر الله تعالی.
ومكث يونس عليه السلام فترة في هذه الجزيرة حيث شمسها الجميلة وقد أنبت الله تعالى شجرة من يقطين عليه يستظل بظلها حيث أوراقها العريضة وأوحى الله تعالى إليه أنه قبل توبته برحمته وبسبب تسبيحه له وهو في جوف الحوت فحمد يونس الله
تعالی علی نعمه.
وعاد يونس عليه السلام إلى قومه ليدعوهم إلى الایمان بالله تعالى ففوجئ یونس آن قومه قدآمنوا جميعا فسجد شكرا الله تعالى وعلم أن هذا كان درسا من الله تعالى له فلما رآه قومه أقبلوا عليه يعتذرون إليه من تأخرهم عن الايمان بالله تعالى وبشروه بأنهم خافوا عذاب الله فأمنوا جميعا وحكى لهم يونس عليه السلام ماكان من شأنه مع السفينة والحوت