كان يعيش ثلاثة خراف صغيرة مع والدتهم في مزرعة كبيرة ، وكانت الخروف الأم تخاف عليهم كثيرًا من الذئب الشرير ، وفي يوم من الأيام خرجت الخروف الأم إلى السوق لتحضر بعض الطعام لصغارها ، وأوصت أولادها الخراف الثلاثة ، بعدم مغادرة المنزل حتى لا يأكلهم الذئب الشرير
رحلت الخروف الأم وجلست الخراف الثلاثة وهم يشعرون بالملل في المنزل ، فأقترح الخروف الأكبر أن يذهبوا معًا إلى شاطئ النهر ، حيث توجد أشجار التوت الجميلة لجمع التوت المتساقط على الأرض
ولكن رفض الخروف الأصغر ذلك الاقتراح ، وذكر الخروف الأكبر بوصية أمهم بعدم ترك المنزل لئلا يجدهم الذئب الشرير ، ولكن أخبره الخروف الأكبر إنهم سيذهبون سريعًا لإحضار التوت ، وسيعودون قبل عودة أمهم من السوق فلن تشعر بغيابهم
فوافق الخروف الأصغر والخروف الأوسط وأحضروا سلالاتهم وذهبوا بعيدًا حتى وصلوا إلى شاطئ النهر ، وهناك كانت أشجار التوت شهية المنظر ، وقد تساقط الكثير من التوت ، ففرحت الخراف الثلاثة ، وأسرعت في جمع التوت ووضعه داخل السلال
ولكن كان هناك من يراقبهم وينتظر اللحظة المناسبة لينقض عليهم ، إنه الذئب الشرير فقد كان سعيدًا لأنه ضمن وجبة شهية مكونة من ثلاثة خراف سمينة ، وسرح الذئب بخياله وتصور إشعاله للحطب ، ووضع الخراف وشويها فوق الحطب ، لتصبح وجبة شهية للعشاء
وبينما الخراف الثلاثة منهمكون في جمع التوت ، انقض عليهم الذئب الشرير ، فأصيبت الخراف الثلاثة بالفزع من أسنان الذئب الكبيرة ، ولكن جاءت فكرة ذكية في ذهن الخروف الأكبر ، فأخبر الذئب الشرير إنه ليس عليه بذل مجهود في الركض خلفهم لاصطيادهم
بل سيتشاورون فيما بينهم ليقدم واحد منه نفسه ، ليكون الوجبة الأولى الشهية للذئب ، فنالت الفكرة إعجاب الذئب ، فأخبره الخروف الأكبر أن كل ما عليه هو الوقوف بعيدًا قليلًا على شاطئ النهر ، حتى يتشاورون بمفردهم لحسم قرارهم
وبالفعل ذهب الذئب إلى شاطئ النهر ، ووقف على حافته في انتظار القرار الحاسم للخراف الثلاثة ، فأجتمع الخروف الأكبر بسرعة بأخويه ، وأخبرهم إنهم عليهم الركض سريعًا والدفع بالذئب إلى النهر
وبالفعل ركضت الخراف الثلاثة نحو الذئب ، وقد كان واقفًا متألمًا على حافة النهر ، فسقط في الماء وغرق الذئب الشرير في النهر ، فأسرعت الخراف الثلاثة نحو المنزل ، وتركوا ما جمعوه من توت ، وقد قروا بخطئهم حين لم يستمعوا لكلام والدتهم فكادوا أن يفقدوا حياتهم ، وتعاهدوا أن لا يفعلوا ذلك مرة أخرى ، وشكرت الخراف الثلاثة الله تعالى على عودتهم سالمين