كان الحصان الطيار جميلاً ، بني اللون ، عجيب الشكل ، غريب الخلقة ، له جناحان جميلان ، يمكنه أن يطير بهما في الهواء ، مثل أي طائر من الطيور ، وقد عُرف بالسرعة ، فلا يستطيع أي إنسان أن يركبه ، فلم يوضع عليه سرج من قبل
الحصان الطائر وعين الماء:
وفي ليلة قمرية ، نزل الحصان الطيار ، إلى حديقة من الحدائق ، وضرب الأرض بحافره فظهرت عين مائية ، يخرج منها ماء صافي وعذب ، فشرب منه الحصان ثم طار ثانية في الجو ، واعتاد الحصان أن يأتي من وقت لآخر ليشرب من ماء هذه العين ، وكثيراً ما أتى الرعاة في الليالي القمرية ، إلى تلك الحديقة ليتمتعوا بالنظر إلى ذلك الحصان ، وهو يشرب من العين المائية ، ثم يطير في الجو ثانية بجناحيه الذهبيين
ظهور الوحش :
وبعد أيام ، ظهر في البلدان القريبة من العين المائية ، وحش مفترس ، غريب الخلقة ، له ثلاثة رؤوس ، رأس ظبي ، ورأس سبع ، ورأس ثعبان ، وثلاثة أفواه كبيرة متسعة ، وجسم كجسم السبع ، أخذ يغير على السكان وأنواع الحيوان
حاكم البلاد والبطل الشاب :
حتى اشتكى الجميع وانتشر الخوف في القرى ، واستغاث الناس بحاكم البلاد ، فطلب الحاكم من بطل من الشبان ، أن يستعين بالحصان الطيار ، على قتل هذا الوحش لإنقاذ الناس من شره
فذهب البطل إلى عين الماء العذب ، التي ينزل منها الحصان الطيار ، ولحسن حظ البطل ، سمع صوت جناحي هذا الحصان ، ورآه يطير آتياً ليشرب ففرح البطل لرؤيته ، وبعد أن شرب أخذ يجري بين الأعشاب الخضراء ، ويأكل بعض النباتات الطرية
الحصان الطيار والبطل :
رأى الحصان البطل الشاب فطار بعيداً في الجو ، ولم يتمكن الشاب ، من القبض عليه ، تضايق الشاب وسئم الانتظار ، فنام في مكانه ، وبعد أن صحى من نومه ، وجد بجانبه سرج ذهبي مسحور ، يجتذب أي حصان ، فسر به البطل كثيراً ، وفهم أن الله أرسل إليه هذه الهدية ، ليستعين بها على اجتذاب الحصان الطيار ، وشكر لله ما أعطاه ، أخذ الشاب ينتظر المساء ، حتى يأتي الحصان الطيار ، ووضع السرج المسحور بجانبه ، وجلس قرب العين ، حتى جاء الحصان بالليل ، ونزل عند عين الماء وشرب منها ، ورأى السرج الذهبي بجانب الشاب
رحلة الحصان الطيار والبطل الشاب :
أعجب الحصان بهذا السرج ، وأخذ يشمها ويهز رأسه وكأنه يكلم الشاب ، ليضعه فوق ظهره ، انتهز الشاب البطل الفرصة ، ووضع السرج المسحور فوق ظهر الحصان ، فوقف هادئاً ، فقفز الشاب على ظهره ، فارتفع به الحصان في الجو ، وطار به متجهاً إلى الجانب المهجور من المدينة ، والتي يعيش فيها الوحش المفترس ، حتى يستعين به في قتل الوحش
البطل والحصان في مواجهة الوحش:
وهناك رأى الشاب الدخان والنار ، يخرجان من أفواه الوحش الثلاثة ، فدار الحصان نحوه بسرعة عجيبة ، فضربه الشاب بسيفه ضربة قوية في رأسه ، الذي يشبه رأس الظبي ، فوقع الوحش على الأرض في الحال ، وارتفع الحصان بالشاب في الجو ، ليبتعد عن الوحش ورأسيه الآخرين ، وأخذ يزأر زئيراً مثل السبع ، وينفخ في الثعبان بشكل مخيف
هجم الحصان الطيار ونزل بالبطل الشاب مرة أخرى ناحية الوحش ، فضربه البطل في رأس السبع ضربة قوية فقطع رأس السبع ، ثم ارتفع الحصان مرة أخرى بالشاب ، وبعد قليل هجم على الوحش مرة ثالثة ، وضرب بسيفه رأس الوحش الثالثة ضربة شديدة ، فقطع رأس الثعبان ، وبهذه الطريقة قتل الوحش المفترس ، ورجع الشاب بالحصان الطيار إلى بلده
القضاء على الوحش والعودة للبلدة :
هنأ الحاكم البطل الشاب بنجاحه في قتل العدو ، وفرح السكان لموت الوحش ، وسارت البلاد هادئة ، واطمأن الفلاحون على ماشيتهم ، وأصبحوا قادرين على زراعة القمح والذرة ، والعنب والحدائق ، وهم مطمئنون كل الاطمئنان ، وزال الخوف ، وعاش الناس هادئين سعداء