توفيت والدة سيجاب عندما كان عمره أحد عشر عامًا ، وبعد ذلك تزوج والده من امرأة أخرى ، وكانت تدعى بيزونيش ، لم يحب سيجاب هذه السيدة ، ولكن بيزونيش بدأت تحب الصبي كثيرًا ، وكانت دائمًا تحاول أن تكون أم جيدة له
فكانت دائمًا ما تقوم بتجهيز الإفطار اللذيذ والعشاء المميز له ، لكنه لم يكن يأكل من ذلك شيئًا ، وكثيرًا ما كانت تشتري له العديد من الملابس الجيدة لكنه لم يكن ينظر إليها
وفي إحدى هذه المرات التي كانت تشتري له بها الأشياء الجديدة قامت بشراء أحذية جديدة له ، لكنه ذهب إلى النهر ، وألقى الأحذية في الماء ، وعندما تحدثت معه هرب بعيدًا ولم يرد على كلامها
وفي يوم من الأيام قالت له بيزونيش بعد أن يئست من أن يحبها : لقد أردت دائمًا أن يكون لي ابن ، والآن لقد أهداك الله لي يا سيجاب ، وأنا أحبك كثيرًا يا ولدي العزيز ! ولكن سيجاب لم يستجيب لمحاولاتها في جعله يحبها فقال لها بغضب : لست ابنك أيتها السيدة ، وأنتي لست أمي ، أنا والدتي قد توفيت ، وأنا لا أحبك ، وأنا لن أحبك أبدًا هل تفهمين ؟!شعرت بيزونيش بالآسف جدًا ، وظلت تبكي طوال الليل ، ولكنها في الصباح عزمت على الذهاب إلى رجل عجوز اُشتهر بالحكمة ، وعندما ذهبت إليه شرحت له ما هي فيه ؛ فقالت له عن سيجاب الذي لم يحبها أبدًا مهما فعلت له من أشياء يحبها
فما كان من الرجل العجوز إلا أن قال لها : أستطيع مساعدتك ، ولكن أولًا يجب أن تجلبي لي ثلاثة شعرات من أسد ! فقالت بيزونيش متفاجئة من هذا الطلب الغريب : لكن كيف يمكنني القيام بذلك ؟ من المؤكد أن الأسد سوف يلتهمني
فقال الرجل العجوز : لا يمكننى مساعدتك في الإجابة على هذا السؤال ، ولكنني أحتاج إلى ثلاثة من أسد ، حاولي الحصول عليها بكل جهدك يا عزيزتي ، وفي محاولةٍ منها للحصول على هذه الشعرات الثلاث ذهبت بيزونيش بعيدًا عن منزلها ، وجاءت إلى مكان يعيش فيه أسد ، وكان الأسد كبيرًا جدًا ويبدو عليه الغضب الشديد
وعندها استنتجت بيزونيش أنه كان جائعًا في هذه اللحظة ؛ فشعرت بالخوف الشديد وفي غضون ثوانٍ هربت بعيدًا عنه ، ولكن في اليوم التالي عادت مع بعض اللحوم للأسد مرة أخرى ، ثم وضعت اللحوم بعيدًا عنه وهربت ، وعندما رأى الأسد اللحوم ذهب إليها ثم أكل كل شيء بسرعة كبيرة
في اليوم التالي جلبت مرة أخرى بعض اللحوم للأسد ، ووضعتها أقرب قليلًا منه ، ومرة أخرى التهم الأسد كل شيء ، أصبحت بيزونيش تذهب كل يوم إلى الأسد وتجلب له اللحوم ، وسرعان ما فهم الأسد أن هذه المرأة صديقة له ؛ فلم يعد يُظهِر الغضب لها ، وأصبح يسعد كلما أتت له
وفي إحدى الأيام اقتربت بيزونيش جدًا من الأسد وقامت بإعطائه اللحم بيدها ، وفي الوقت نفسه قامت بتمزيق ثلاث شعرات من ظهره ، وحينها لم يكن الأسد غاضبًا فركضت بيزونيش إلى الرجل العجوز وأظهرت له الشعرات الثلاث
سألت بيزونيش الرجل قائلة : ماذا علي أن أفعل بهم الآن ؟! فرد عليها : لا شيء ، لكني الآن تعرفين كيفية الاقتراب من الأسد شيئًا فشيئًا ، خطوة خطوة ، وسوف تفعلين الشيء نفسه مع سيجاب ، وأنا متأكد من أنه سوف يحبك
مترجمة عن قصة : Three Hairs of A Lion