كان الأرنب يعيش في المزرعة الجميلة ، وكان الأرنب معروف بين الحيوانات بنشاطه وخفته ، ويعيش الأرنب في بيت جميل بين أشجار النخيل ، وذات يوم شعر الأرنب وهو على فراشه أن هناك هزة قوية تحرك الفراش والأشياء الموجودة في المنزل ، فأستيقظ من نومه وقرر صعود النخلة ليرى ما الذي يحدث
وصعد الأرنب أعلى النخلة ونظر في كل الاتجاهات ، ورأى الأرنب دب كبير وضخم يسير في عنف ، فأخذ الأرنب يصيح بصوت مرتفع ويقول : أنت أيها الدب ، أنت تسير في عنف وجبروت وقد تهدم بيوتنا وصغارنا تموت
فقال الدب في غرور : عذرًا أيها الأرنب لكني لا أستطيع أن أسير إلا على هذا الحال ، ودعك من مشيتي فهذه حريتي ، ولم يهتم الدب بكلام الأرنب ، وصار يدب بقدمه بقوة أشد ، وكانت الأشجار تتمايل وكادت أن تسقط ، فأسرع الأرنب إلى ملكة النحل ، ليستنجد بها ويجد عندها الحل
فقال الأرنب : يا ملكة النحل العظيمة أنقذينا بأخلاقك الكريمة ، فخرجت ملكة النحل وقالت : من يناديني ويمدحني ؟ ، فقال الأرنب : أنا الأرنب يا ملكة النحل ، وقد أتيت أشكو لك من الدب المغرور ، الذي كاد يسقط منازلنا بخطواته القوية
وحكى الأرنب لملكة النحل كل الموضوع ، وطلب منها الحماية في خضوع ، فأسرعت ملكة النحل بعصبية لتلقن الدب درسًا في الحرية ، وعادت ملكة النحل إلى مملكتها واجتمعت بجنود النحل ، وطلبت منهم الاستعداد للحرب ، وأخبرتهم أن عليهم مهاجمة الدب المستهتر ليتعلم مراعاة الآخرين وحقوقهم عليه
وتحركت جيوش النحل متجهة نحو الدب المغرور ، وهجمت أسراب النحل على الدب ، ورآهم يقبلون عليه فقال الدب : لماذا تهاجمونني وقد تصيبني لدغاتكم ؟ ، فقالت ملكة النحل : نحن لا نهاجمك يا دب يا مغرور ، نحن نجمع رحيق الأزهار فقط ، فقال الدب : لكن لا أستطيع أن أسير وسط أسراب النحل ، فهل يمكنكم البحث عن أزهار أخرى
فقالت ملكة النحل : هذه حريتنا يا دب فلا تضايقنا أثناء عملنا ، ودعنا نأخذ الرحيق كما نشاء ونرحل ، فقال الدب : هذه ليست حرية ، بل هي سلوكيات مؤذية ، فقالت ملكة النحل : وما فعلته مع الأرنب هل كان تصرف صائب ؟ بل ظلت تسير بعنف بين الأشجار وكادت جحورهم تنهار ، وطلبت ملكة النحل من الدب أن يقدم اعتذار لحيوانات المزرعة وأن يراعي الآخرين ، وأعتذر الدب لما فعله من شغب في المزرعة ، ووعد ملكة النحل بمراعاة حقوق الآخرين