يحكى أنه كان هناك ذات يوم فتى طيب يقال له أمجد ، كان أمجد يملك قلبًا عطوفًا ويحب كل الناس وكل الكائنات ، وفي يوم كان أمجد يلعب مع أصدقاؤه فرأى مشهدًا أحزنه جدًا ، فقد كان أصدقاؤه الأشقياء يحملون القطة من ذيلها ويديها ورقبتها ، وكانت القطة المسكينة تستغيث ولكن الأولاد لم يهتموا لصراخها ، وكانوا يقذفونها يمنة ويسرى دون الاهتمام بألمها
استاء أمجد من هذه الأفعال الشريرة ، وقرر أن يذهب لمساعدة القطة ، وطلب أمجد من أصدقاؤه أن يكفوا عن اللعب بالقطة ، وأخبرهم أن ما يفعلوه هو خطأ كما أنه حرام ، فقد نهانا رسول الله صلّ الله عليه وسلم عن إزاء الكائنات الحية ، لأنها تشعر بالألم وتشعر مثلنا تماماً ، وأن الراحمون يرحمهم الله تعالى ، فشعر أصدقاء أمجد بالندم على فعلتهم ، وتوقفوا عن أذية القطة ، وشكروا صديقهم أمجد على تلك النصائح الغالية ووعدوه أن يمتنعوا عن تلك الأفعال التي تؤذي الحيوانات مجددًا
وفي المساء ذهب أمجد إلى منزله وجلس مع والدته وحكى لها عما حدث ، شكرته والدته وأثنت على فعله لأنه أنقذ مخلوق بريء وفي نفس الوقت منع أصدقاؤه من ارتكاب إثمًا كبير وذكرته بقصة المرأة من بني إسرائيل التي دخلت النار بسبب حبسها لهره (قطة) دون إطعامها
دخلت والدة أمجد لتنام ، وقبل أن ينام أمجد ذهب ليشرب ، فرأي نور يأتي من ناحية الباب الخارجي للمنزل وتذكر أن والده لم يعود بعد للمنزل ، وأنه سوف يتأخر في عمله فذهب ليتأكد أن الباب مغلق بشكل جيد ، وجد أمجد ثعبان كبير يقف أمام باب المنزل ، فخاف أمجد وأخذ يصرخ ويطلب المساعدة ولكن لم يكن أحد من الجيران مستيقظ في هذا الوقت المتأخر
وفجأة وجد أمجد أمامه قطة وقامت بالهجوم على الثعبان وحملته بين أنيابها ومزقته بمخالبها ، حمد أمجد الله تعالى على أنه أرسل إليه هذا القط لينقذه ، وحين دقق في القط وجده نفس القط الذي أنقذه في الصباح من بين أيدي أصدقاؤه ، وكان القط ينظر إليه وكأنه يشكره على فعلته ، فكر أمجد كيف أن عمل الخير يرد لصاحبه ، وقرر أن يزيد من أعمال الخير حتى ييسر له الله أمور حياته