كانت الحيوانات تعيش في الغابة في سعادة وسرور ، ما عدا الفيل والنمر ، فكان النمر حيوان حزين يشعر دائمًا بالخوف الشديد ، وذات يوم سأله الفيل عن سبب حزنه كل تلك الأيام ، فشعر النمر بخجل من سؤال الفيل له ، ولم يود الإجابة على سؤال الفيل له
لكن أخبره الفيل بأنهما أصدقاء ، ويمكن للصديق أن يخفف عن صديقه ما يشعر به ، فتحمس النمر وأخبره عن سبب حزنه ، وهو شعوره بالخوف ، لكن الفيل تعجب من سبب حزن النمر ، فكيف لحيوان ضخم ومفترس وذات أنياب حادة أن يشعر بالخوف ، وهو يستطيع أن يلتهم كل الحيوانات بسهوله
وأخبره النمر أنه يخشى من صوت صياح الديك ، وعند سماعه صوت الديك تفارقه قوته وشجاعته ويشعر بالفزع ، فرفع الفيل رأسه وقد امتلأ بالشفقة على النمر ، وظل الفيل يحرك أذنيه
فتعجب النمر من تصرف الفيل ، فأخبره الفيل بأن هناك بعوضة تطوف حول رأسه ، إذا دخلت أذنه ستكون نهايته ، فتعجب النمر من الفيل رغم ضخامة حجمه وخرطومه الطويل إلا أنه يخشى من البعوضة
وبينما الفيل والنمر يشكوان جبنهما لبعضهما البعض ، ظهر أمامهما فجأة نسر ضخم يحاول أن يهدم عش عصفورة صغيرة تركض على بيضها ، فأخذت العصفورة بعض الحجارة وقذفتها بعنف داخل عين النسر
فتألم النسر وطار النسر بعيدًا ، تاركًا العصفورة التي دافعت عن عشها بشجاعة ، ولم تخاف من النسر رغم إنه أكبر وأقوى منها ، فأندهش النمر مما فعلته العصفورة الصغيرة الشجاعة ، مع النسر الجبار
وشعر الفيل بالخزي من نفسه ، وعلم الفيل والنمر أن الشجاعة ليست بحجم الجسم وقوته ، بل بحسن التصرف ورجاحة العقل ، ووعد الفيل النمر بأنه لن يخاف مرة أخرى من البعوض ، كما وعد النمر الفيل بأنه لن يخاف مرة أخرى من صياح الديك ، وقد أعطتهم العصفورة الصغيرة درسًا في الشجاعة
مغزى القصة : أن نعلم الطفل الشجاعة وحسن التصرف