كانت هناك مجموعة من الجنيات الجميلات الأنيقات والمحبوبات جدًا ، ولكن كانت من بينهن واحدة ليست جميلة ؛ كما كانت تتميز بشكل يثير الرعب فتبدو كساحرة شريرة
كانت تعيش الجنية القبيحة في إحدى الغابات ؛ حيث كل ما حولها كان جميلًا .. أكثر جمالًا منها ؛ لذلك لم تكن سعيدة وسط هذا المناخ المليء بالجمال ؛ فقررت أن تذهب لتعيش بعيدا عن هذا المكان الذي رُفضت فيه لأنها قبيحة ؛ فذهبت إلى أحد الكهوف البعيدة عن الغابة
حينما عاشت في الكهف كانت تهتم بكل الحيوانات الصغيرة التي كانت تعيش معها ؛ كما كانت تهتم بالأطفال الصغار الذين كانوا يزورونها داخل الكهف ليستمعوا إلى قصصها وأغانيها الجميلة ، وكان الجميع معجبون بقوة تحملها وجمال صوتها ، وبما تقدمه من خدمات للآخرين ، ولم يكن مظهرها يمثل أي أهمية للصغار
وذات مرة سألها الأطفال :
لماذا تعيشين هاهنا بعيدة وحيدة ؟ ، أجابت في هدوء وصبر : لأنني أعيش هنا في حياة أكثر هدوءًا ، لم تكن لديها الرغبة أن تخبرهم بالحقيقة المريرة وهي رفض رفيقاتها الجنيات لهذا الوجه القبيح
في أحد الأيام كانت هناك زيارة هامة جدا للغابة من الملكة العظمى التي تحكم كل الجنيات في العالم ؛ حيث كانت تزور كل الممالك والبلدان والغابات ؛ لتتحقق من القيام بكل المهام والأعمال على أكمل وجه لكي تصل إلى المعنى الحقيقي للجمال والسلام في العالم كله
حينما قابلت الجنية حاكمة الغابة الملكة العظمى قالت لها بعد الترحيب : تستطيعين التأكد من أن غابتنا مكان متميز جدًا حيث الجمال والتناسق ، قالت الملكة : سنرى إن كانت هذه حقيقة أم لا ؛ والآن سأقوم بعمل التعويذة الخاصة لهذا المكان لتجميع الألوان الأكثر جمالًا ، ولنعرف هل هناك لون قبيح تم إخفاؤه أم لا
بدت الغابة بلا أي ألوان بعد التعويذة ، وظهر الجميع باللون الرمادي فقط ، قالت الملكة في غضب : يبدو أن حديثك عن جمال هذه الغابة كان كذبًا قالت حاكمة الغابة : سنبحث عن السبب الحقيقي الذي أفقد هذا المكان بريق ألوانه
حينما كانت الجنية القبيحة تعيش بينهم كان كل شيء جميل وجذاب ؛ لذلك أقامت الحاكمة اجتماعًا سريعًا بعد زيارة الملكة ؛ فقالت الجنيات في استياء : ما حدث هذا بسبب الجنية القبيحة .. إنها المذنبة الحقيقي ، وقالت الحاكمة : يجب أن نبحث عنها .. يجب أن نعيدها إلى هنا لكي تصحح ما فعلته بنا
ذهبت جميع الجنيات في رحلة للبحث عن الجنية القبيحة ، وحينما وجودها وأخبروها بما حدث ؛ اعتقدت الجنية المسكينة أنها السبب فيما حدث للغاية ؛ فقررت العودة حتى يعود كل شيء لطبيعته ، ولكن حينما وصلت حدود الغابة تبدل لونها إلى اللون الأسود بينما لازالت الغابة جميعها باللون الرمادي
ذهب الأطفال مسرعين للتحدث إلى الجنيات الغاضبات قائلين بصوت يخنقه البكاء : ماذا فعلت هذه الجنية المسكينة ؟ لماذا تعاملنها هكذا ؟ ، ثم أكملوا حديثهم : عليكن أن تسمحن لها بالدخول ؛ إنها حقا جميلة وعطوفة وليست مغرورة مثلكن ؛ إنها ليست قبيحة لكنها كانت تعيش معكن في مكان تملؤه الأنانية
لم تذهب الجنية المسكينة بعيدًا عن الغابة ، ولكنها كانت تستمع لحديث الصغار الذين يصرخون في غضب من أجلها ؛ فعادت لترى ما يحدث ؛ ثم قالت وهي تدخل من جديد إلى حدود الغابة : ماذا حدث يا صغار ؟ ذهب الأطفال مسرعون لعناقها ؛ ثم صاحوا : انظروا إلى هذا .. لقد استعادت الجنية المسكينة لونها وعادت الزهور متفتحة في كل جانب
حينها فهمت الجنيات الخطأ الذي ارتكبنه في حقها ؛ فقالت الحاكمة إلى الجنية القبيحة : لقد افتقدناكِ كثيرًا .. ولكن ظننا كان سيء حيث اعتقدنا أنكِ أفسدتِ الغابة ، ولم نكن قادرين على رؤية الحقيقة ؛ فأنتِ حقًا تمتلكين قلبًا جميلًا ونقيًا .. أرجوكِ إن تسامحك الآن هو أملنا الوحيد لكي تستريح قلوبنا
سامحت الجنية أخواتها الجنيات جميعهن ، ثم صاحبتهن إلى داخل الغابة ؛ مما جعل العالم كله يتعجب من هذا القلب الكبير لهذه الجنية التي تمتلك وجهًا قبيحًا لكنها تمتلك أحاسيس رائعة تستطيع أن تجلب بها كل الجمال
القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : ” El hada fea “