وُلدت جان دي بيلفيل ، في إحدى البلدات الفرنسية عام 1300م ، وكان ولدها وريثاً وحيداً لعائلته ، والتي كانت تدعى عائلة دي بيلفيل ، تلك العائلة الثرية للغاية والتي أقامت في تلك البلدة ، منذ مئات الأعوام ليتوفى وابنته جان دي بيلفل ، في الثالثة من عمرها فقط ، وكانت هي الوريثة الوحيدة لثروته .
عند بلوغ جان دي عامها الثاني عشر ، تزوجت من شاب يكبرها ببضعة أعوام فقط ، وكان يدعى جيفري وهو أحد نبلاء ، مدينة بريتاني وكان أيضاً مثل جان دي ، هو الوريث الوحيد لعائلته .
لم يستمر زواج جان دى وجيفري طويلاً ، حيث توفى زوجها في عام 1326م ، لتتزوج عقب مرور عامين فقط من وفاته ، من شخص آخر ولكن لم يدم هذا الزواج طويلاً أيضاً ، حيث تدخل البابا يوحنا الثاني ، وأوقف إجراءات هذا الزواج وأبطله بحلول عام 1330م .
ولم يمر العام نفسه ، حتى كانت جان دي قد أتمت زيجتها الثالثة ، من زوجها المدعو أوليفييه دي كليسون الرابع ، وكان أحد نبلاء بريتاني أيضاً ، وكانا قد تزوجا عن قصة حب جمعتهما ، ونتج عنها خمسة أطفال ، تلك الزيجة التي كانت عكس كل ما سبق ، فقد كانت جان دي تهيم بكليسون حباً وعشقاً ، ولكن تلك السعادة لم تدم طويلاً .
فقد اندلعت الحرب بين كل من انجلترا وفرنسا ، ليترك أوليفييه جان دي زوجته العاشقة ، ويذهب من أجل الزود عن وطنه ، خاصة أن ساحة المعركة كانت بريتاني ، ليشارك أوليفييه في الحرب إلى جوار الدوق تشارلز دي بلوا ، في عام 1342م .
وكان أوليفييه واحداً من بين مجموعة من اللوردات ، الذين شاركوا في تلك الحرب من النبلاء ، بمنطقة بريتاني ضد الهجمات الانجليزية ، التي كادت أن تدك المدينة عن آخرها .
ولكن للأسف ، توالت الهجمات الانجليزية حتى اقتحم الانجليز ، مدينة بريتاني عقب أربعة هجمات متتالية قاسية ، وتم أسر الشجعان من النبلاء المقاومين لهذا الاعتداء ، ومن بينهم أوليفييه إلى أن تم توقيع اتفاقية هدنة بين الطرفين من الانجليز والفرنسيين ، وتم خلالها إطلاق سراح أوليفييه بفدية .
عقب إطلاق سراح أوليفييه وزملائه من النبلاء ، بدأ الدوق تشارلز في التفكير عما حدث ، وهداه تفكيره إلى حدوث مؤامرهع وخيانة من جانب نبلائه ، حيث شعر بأنهم تسببوا عمداً في إسقاط برتاني ، دون الدفاع عنها بالتواطؤ مع الجانب الانجليزي ، خاصة وأن الانجليز لم يطلبوا فيهم فدية باهظة ، مما عزز من تفكير الدوق بشأن الخيانة .
عقب ذلك قام الدوق بإقامة احتفالية ضخمة ، وذلك بشأن الهدنة التي تم توقيعها بين الطرفين ، ثم بدأ الحرس في سحب أوليفييه برفقة خمسة عشر من النبلاء ، المطلق سراحهم نحو باريس ، وعلى الرغم من عدم وجود أية أدلة ضدهم ، إلا أن الدوق قد أصر على الانتقام منهم جميعاً ، فتم قطع رؤوسهم في باريس ، ثم أرسلت لتعلق في مدينة نانت .
عندما علمت جان دي بما حدث ، جن جنونها وأقسمت على الانتقام من الدوق شر انتقام ، فباعت كل ما تملك وجمعت الرجال ، من المخلصين لزوجها وللنبلاء الذين تم اغتيالهم ، فتجمعوا حولها ، لتذهب إلى قلعة غالوا ، أحد رجال الدوق المخلصين والذي لم يكن خبر إعدام ، أوليفييه قد وصله بعد ، فقامت بقتل رجاله وتركت البعض منهم ليشاهدوا ما يحدث ، ثم جمعت هي والرجال كل ما هو ثمين ، واشترت به بعد ذلك ثلاث سفن حربية ، انطلقت بها صوب المنطقة البحرية الفاصلة بين فرنسا وانجلترا ، لتمارس القرصنة ضد السفن الفرنسية ، في حين كانت تسمح للسفن الانجليزية بالعبور ، مما دفع الانجليز لمنحها بعض الأراضي المطلة على بحر المانش .
وكانت جان تترك في كل مرة ، مجموعة من الناجين لتبلغ أخبارهم إلى الملك فيليب ، ولكن مات الملك قبل أن تنتقم منه جان دي ، وفي أحد الأيام غرقت سفينة جان دي هي وابنها ، وأنقذتها بعض السفن الانجليزية ، لتتوقف جان دي عن مهاجمة السفن الفرنسية ، إلى أن بلغ ابنها أوليفييه وصار محارباً ، وهاجم الدوق تشارلز في معركة أوراي ، ليفقد عينه ويلقى تشارلز حتفه وبذلك يكون أوليفييه الابن ، قد انتقم لوالده الراحل ممن قتله ظلماً .