أن تولي شخصًا ، زمام شخص آخر ، لابد لك من انتقاء المسئول بحرص شديد ، فلا يجب أن يحمل عقدًا نفسية أو ماضٍ بائس ، يحوله من إنسان إلى وحش ، لا يمكن التحكم في ردود أفعاله أو تصرفاته تجاه الآخرين ، خاصة إذا ما كانوا أيتامًا لا ملاذ لهم ، سوى دار بائسة ، يجدون فيها المأوى ، بدلاً من النوم على الأرصفة . يُروى أن الأطفال في دار فيرمونت ، كانوا يهرعون إلى أسرّتهم مع حلول الظلام ، خوفًا من السيد فيرمونت ، القاسي الذي لا يرحم ، إذا ما خالف أحدهم أوامره . دارت الكثير من الأحداث المرعبة ، في دار الأيتام التي أقيمت في عام 1873م ، في مدينة فيرمونت الأميركية ، تلك الدار التي تم افتتاحها حتى تكون ملجأ ، للأطفال من اليتامي ومن هم بلا عائلة ، وبالفعل احتضنت الدار الكثير والعشرات من الأطفال ، الذين جاؤوا للاحتماء بين جدرانها . إلا أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ، فبعد أن كان المسئولون عن الدار يحمون من فيها ، أتاها السيد فيرمونت ، ليفرض على من بالدار قوانينه القاسية البائسة ، والتي إذا ما خالفها أحدهم ، لقي عقابه دون رحمة ، مثل الكثير من الأطفال الذين ماتوا بسببه . روى الأطفال ممن تركوا الدار ، أنهم في عام 1944م ، وبسبب العنف الدائم الذين كانوا يواجهونه من قبل السيد فيرمونت ، ذلك الرجل الذي عاش طفولة قاسية للغاية ، تعرض خلالها للاعتداء الجنسي ، من زوج أمه وكان قد أدمن على المخدرات ، في سن مبكرة ، وحتى بعد زواجه لم يحظ بأطفال قط . روى الأطفال أنهم في عام 1944م قرروا التمرد على عقاب السيد فيرمونت ، وأن الاتحاد هو مصدر قوتهم للتغلب على حياتهم هذه ، فقاموا بمغافلة السيد فيرمونت ، وضربوه على رأسه بعصا غليظة ، أفقدته الوعي . تعاون الأطفال جميعًا ، وسحبوا فيرمونت نحو قبو الدار ، ثو قاموا بلف حبل حول رقبته ، استفاق فيرمونت أثناء ذلك الوقت ، لينظر بعينين شرستين للأطفال الذين ارتعبوا بشدة ، من نظراته ومقاومته ، إلا أن المقاومة كانت تزيد ربطة الحبل ، حول عنقه فتقدم بعض الأطفال الأكبر عمرًا ، وسبحوا الحبل في اتجاهين متضادين ، حتى خرج لسان فيرمونت متدليًا خارج فمه ، يعلن عن وفاته . قام الأطفال بلف جثة فيرمونت ، في إحدى قطع السجاد ، الموجودة في مكتبه داخل الدار ، وحاولوا دفنه في الحديقة الخلفية للدار ، وعقب أن أتموا مهمتهم عادوا إلى الدار مرة أخرى ، وبدؤوا في إخفاء آثار ما فعلوه . لم يمضِ سوى بضعة أيام ، حتى بدأ الأطفال يروون رؤيتهم لشبح السيد فيرمونت الغاضب، وهو يتجول بين ممرات الغرف داخل الدار ، ويحمل بيده العصا ، التي طالما ضربهم بها ، بينما روى آخرون أنهم قد تعرضوا للجاثوم بشكل دائم ، يأتيهم على هيئة السيد فيرمونت ، ويعتدي عليهم جنسيًا ، مرة أخرى فينهضون صاخرين في منتصف الليل .
أغلقت الدار في فترة السبعينات من القرن المنصرم ، وتم إعادة افتتاحه مرة أخرى ليكون مزارًا سياحيًا ، وللباحثين عن الماورائيات ، وبالفعل سجل الكثير من الزائرين ، سماعهم لأصوات صراخ قادمة من الغرف ، وآخرون قد سمعوا أصوات نحيب تأتي من قبو المكان ، بينما أبلغ آخرون عن إصابتهم بخدوش في أرجلهم ، أثناء سيرهم داخل الممرات ، وفي عام 2002م احترق هذا المكان كاملاً دون معرفة السبب ، ليتحول بقايا هذا المبنى ، إلى مكان مهجور لا حياة فيه ، سوى لأشباح الأطفال ، وشبح السيد فيرمونت الشرير .