يحكى أنه كان هناك فتى طيب يدعى أمجد، كان أمجد يلعب مع اصدقائه بعد الانتهاء من دراسته وحل واجباته، وفي يوم من الأيام كان أمجد يراقب تصرفات أصدقائه الاشقياء، فكان أحدهم يمسك بقطة صغيرة من رقبتها ويخنقها، والمسكينة تصيح وتستغيث ولكن دون جدوى، وآخر يمسكها من ذيلها ويجعلها تتأرجح بين يديه يميناً ويساراً ولا يعطف على القطة الصغيرة التي تستنجد في ضعف وخضوع .. وكان أمجد طيب القلب لا يحب هذه الأفعال الشريرة التي تضر الكائنات الحية المسكينة .
قرر أمجد التدخل فاقترب من اصدقائه وطلب منهم التوقف عن أذى
الحيوانات، وحاول أن يشرح لهم أن هذه القطط تشعر وتعاني من أفعالهم السيئة، كما شرح لهم فائدة القطط في المنازل، فهي تخلص الناس من الفئران والحشرات الضارة وتقضي عليهم ولا تجعل لهم أى أثر في المنازل، وأنه من الواجب أن يعطف الانسان على جميع الحيوانات الأليفة التي لا تضره .
وقف أمجد يحاول ان يستعطف اصدقائه الاشقياء ويسألهم عن سبب تعذيبهم لهذه القطة المسكينة بهذا الشكل وهي عاجزة عن المقاومة وبحاجة إلى العطف والرعاية، هنا رق قلب الاصدقاء وشكروا أمجد على نصيحته الغالية، وأعترفوا أنهم اخطئوا بحق هذه الحيوانات الأليفة التي لا تضرهم ابداً، واعتذروا عن اعمالهم السيئة، ووعدوه انهم لن يقوموا بهذه الأعمال ابداً .
عاد أمجد إلى منزله فرحاً بكلام أصدقائه وقبل أن يأوى إلى فراشة تذكر أنه يريد أن يشرب، اتجه إلى المطبخ وبعد أن انتهي من الشرب لمح نوراً خافتاً يخرج من جهة الباب الخارجي للمنزل، فتذكر ان والده سوف يتأخر في عمله وأن عليه ان يغلق الباب، اسرع امجد ليغلق الباب وفجأة شاهد أمامه ثعبان كبير مخيف جداً، صرخ أمجد فزعاً وأخذ يستغيث ويحاول أن يجد مخرجاً من هذا المأزق، كاد يغمى عليه من الخوف والفزع، وفجأة وجد القط يمسك بالثعبان بين أنيابة في شراسة ويقضي عليه، بعد أن فاق أمجد من خوفه لاحظ أن هذا هو نفس القط الذي أنقذه اليوم من اصدقائه، نظر القط الشجاع إلى امجد وكأنه يقول له انه أراد ان يرد له الجميل الذي قدمه إليه .. عاد أمجد إلى غرفته وهو يفكر كيف أن فعل الخير يدخر لصاحبه حتى يوفي له، فتعلم درساً طيباً وقرر أن تكون حياته من اليوم سلسلة من الاعمال الخيرية وأن يساعد كل محتاج .