كان التشيكي فيكتور لوستيغ محتالاً موهوباً وشديد الإقناع إلى جانب أنه كان يجيد التحدث بلغات عدة. وفي بدايات مسيرته، دبر عمليات نصب استهدفت مسافرين اوروبيين كانوا يهاجرون على متن سفن من أوروبا إلى نيويورك.
أداة الاحتيال التي استخدمها لوستيغ كانت عبارة عن آلة بدائية أوهم ضحاياه - الذين كانوا على وشك السفر بحراً - بأنها تطبع الأوراق النقدية الدولارية بدقة فائقة. وفي كل مرة كانت لوستيغ يعرض جهازه الوهمي، كان يدس في داخله 3 أوراق نقدية حقيقية من فئة المئة دولار أميركي، ثم يُدخل فيها أمام الضحية رزمة أوراق بيضاء ويضغط على زر فتخرج أول ورقة نقدية دولارية، ليبدو الأمر وكأن الماكينة حوّلت الورقة البيضاء إلى ورقة نقدية حقيقية. واستكمالاً للخدعة، كان يقنع ضحاياه المستعدين للإبحار بأن الجهاز لا يبدأ في طباعة ورقة أخرى إلا بعد مرور 6 ساعات إذ إنه يحتاج إلى التبريد.
ولأن الخدعة كانت تنطلي على كثيرين، فإن ضحايا لوستيغ، الطامعين في الثراء السريع لدى وصولهم إلى أميركا، كانوا يتحمسون لفكرة شراء ذلك الجهاز منه بمبالغ كانت تصل إلى 30 ألف دولار في كل مرة. وبطبيعة الحال، فإن كل مشتر كان يضغط على الزر بعد مرور 6 ساعات، وهو في عرض البحر فتخرج له ورقة نقدية ثانية، ثم يضغطه مرة أخرى بعد مرور 6 ساعات فتخرج له الورقة النقدية الثالثة. لكن ضغط الزر يصبح بلا أي جدوى بعد ذلك، فيدرك بعد فوات الأوان أنه قد تعرض لعملية نصب بينما لا يمكنه الرجوع بالسفينة إلى أوروبا ليفضح المحتال