يحكى عن ذكاء الحجاج أنه كان قد قتل صبيًا وكانت أمه تدعو على الحجاج ليلًا ونهارًا ، وقد بلغ للحجاج خبرها فأمر جنوده أن يحضروها إليه وبالفعل أحضروها ولكن الحجاج لم يكن حاضرًا حينها ، فقام الجنود باستجوابها وسألوها : ما تقولين في الحجاج ؟ فقالت أشهد بالله أنه عادلٌ مقسطٌ .
فنظر إليها الجنود بتعجب فهذا عكس ما يقول الناس عنها ، فقالوا لها ادعي للحجاج ، فقالت المرأة اللهم ارفع قدمه واسكن روحه واستر عورته وغادرت ، ولما حضر الحجاج سأل عن تلك المرأة فأخبره الجنود أنها قالت أشهد الله أنه عادلٌ مقسطٌ ، فقال لهم لقد أساءت إلي : وذكر قول الله تعالى : {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا } {سورة الجن ، الآية 15} .
ثم قال أيضًا قول الله تعالى :{ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } { سورة الأنعام ، الآية 1} وأخبره الجنود أنها دعت له قائلة : اللهم ارفع قدمه وأسكن روحه ، فقال لهم لقد دعت علي بالموت فحينما قالت اللهم استر عورته كانت تقصد اللهم اجعله يموت ، وحينما قالت اللهم ارفع كعبه كان تقصد الشنق والصلب ، وكانت تلك القصة أحد الأمثلة على ذكاء الحجاج .