جاء ذات مرة ابو نواس الى الوالي الذي كان مغرماً بجارية عنده اسمها عالية
وكانت اقرب واحب الجاريات الى قلب الوالي فدخل ابو نواس الى بهو الوالي وقال له عندي قصيده, قال له الوالي انشدها
وكانت عالية جالسة بجانب الوالي الذي لم تفارق عيناه جاريته عالية
فالقى ابو نواس قصيدته التي لم يلقى لها اي اهتمام من الوالي وكانت من اعظم وافضل قصائد ابو نواس
فأمر له الوالي بمبلغ من المال البسيط
فلم يرضا به ابو نواس الذي كان يطمح في اكبر من هذه الجائزه فذهب الى مقصورة الجارية عالية وكتب على بابها :
لقد ضاع شعري على بابكم
كعقد ضاع على عالية
وذهب الى بيته فلما شاهد ذلك حراس الجارية عالية اخبروها في الحال وضاقت بها الدنيا وذهبت الى الوالي لكي تشتكي
فقال لها الوالي من يكون الذي يجرؤ على مثل هذه الفعلة فأني لاقاتله لا محال له
فقالت له الجارية لايفعل ذلك غير المتمرد ابو نواس فنادى الوالي حراسة وقال لهم اذهبو واحضروا لي ابو نواس
فذهبوا اليه في بيته وقالوا له الوالي نادى في طلبك
فقال لهم اذهبوا وانا سأحضر بعد قليل
فذهبوا لان ابو نواس يملك معزة عند الوالي فلم يجبراه على التحرك معهم
فذهب ابو نواس الى مقصورة الجارية عالية وعدل على القصيدة فسمح منها حرف العين وبدلها بهمزة وصار كلا الشطرين حتى صار بهذا الشكل :
لقد ضاء شعري على بابكم
كعقد ضاء على عالية
فلما ذهب الى الوالي قال له أأنت الذي كتبت على باب عالية ذلك البيت
قال له ابو نواس : نعم ولا قلت الا الحقيقة
فقال له الوالي اقسم لااقتلك لو كان فيه مسبة لعالية
فقال له ابو نواس : معاذ الله من يتطاول على عالية
فقال له الوالي : اذن هيا بنا لنرى ماذا كتبت
فذهبوا ولما قراء الوالي البيت أنفجر من الضحك وطلب له جائزة كبيرة من المال
ثم قالت الجارية عالية للوالي : أقسم بالله انه غير البيت
فرد عليها الوالي : ولذلك كافئته لفطانته وذكائه