كان بالكوفة رجل من الطالبيين من خيارهم، فمر بأبي حنيفة، فقال له: أين تريد؟ قال: أريد ابن أبي ليلى... قال: فإذا رجعت أحب أن أراك، وكانوا يتبركون بدعائه، فمضى إلى ابن أبي ليلى ثلاثة أيام، وإذ رجعمر بأبي حنيفة، فدعاه وسلم عليه فقال له أبو حنيفة: ماجاء بك ثلاثة أيام إلى ابن أبي ليلى، فقال: شيء كتمته الناس، فأملت أن يكون لي عنده فرج. فقال أبو حنيفة: قل ماهو.
فقال: إني رجل موسر وليس لي من الدنيا إلا ابن كلما زوجته امرأة طلقها، وإن اشتريت له جارية أعتقها، فما ليما عندي في هذا شي..
فقال أبو حنيفة: اقعد عندي حتى اخرجك من ذلك، فقرب اليه ماحضر عنده فتغدى عنده، ثم قال له: أدخل أنت وابنك إلى السوق فأي جارية أعجبته ونالت يدك ثمنها، فاشترها لنفسك لاتشترها له، ثم زوجها منه، فإن طلقها رجعت اليك، وإن أعتقها لم يجز عتقه، وإن ولدت ثبت نسبه إليك، فقال الرجل: وهذا جائز؟ قال: نعم هو كما قلت، فمر الرجل الى ابن أبي ليلى فاخبره. فقال: هو كما قال لك.