كثيرًا ما يضرب هذا المثل في مواقف الشهامة والمؤازرة بين الأصدقاء ، فيشبهم الناس بالإخوة لأنهم يقفون إلى جوار بعضهم البعض ، ولا يتخلى أحدهم عن الأخر ، ولكن قد تتعجب كثيرًا عزيزي القارئ إذا علمت أن أصل المثل لم يضرب في واحٍد من تلك المواقف التي يتكاتف فيها الأصدقاء ، بل على العكس ضرب كنوع من الهجو والسب لرجل وامرأة في زمن الحكيم لقمان
قصة المثل :
أول من أطلق هذا المثل هو لقمان بن عاد الشهير بلقمان الحكيم ، الذي حباه الله سبحانه وتعالى بفصاحة اللسان وحكمة العقل ، والقصة كما أوردها الميداني في مجمع الأمثال تحكي أن لقمان مر ذات يومٍ بخيمة تجالس فيها امرأة رجلًا ، فطلب منهم أن يشرب ، فأسقته المرأة وبينما هو يشرب لاحظ لقمان وجود طفل يبكي دون أن يهتم لأمره أحد
فسأل المرأة لمن الطفل ؟ ولماذا يبكي ؟ فقالت : إنه لهانئ ، وهانئ هذا زوجها ، وهو لم يكن بالخيمة حينها ، فسألها لقمان عن الشاب الذي تجالسه فقالت : هذا أخي ، فقال لقمان حينها حكمته الشهيرة رب أخ لك لم تلده أمك ، وكان يقصد بذلك أنه فطن إلى أن الرجل الذي يجالسها ليس أخاها
وفي المساء رأى الحكيم لقمان رجلًا يسوق غنمه متجهًا نحو الخيمة التي لجأ يشرب منها صباحًا ، فلما مر به لقمان دعاه الرجل لضيافته ، فشكره لقمان وقال له إنه استسقى امرأته صباحًا فسقته ، وكان معها رجلًا تدعي أنه أخوها ، فقال الزوج للقمان : وما أدراك أنه ليس أخاها
فقال له لقمان : لو كان من يجالسها أخاها لما جعلها تجيبني نيابة عنه ، وبعد أن تأكد هانئ من صدق قول لقمان فيما حدثه به ، انتقم لشرفه ، ومن وقتها أطلق هذا المثل على الصديق الذي يجالس صديقه دائمًا ويكون له بمثابة الأخ الذي لا يتورع عن مساندة أخيه