كان أفلاطون كثير الأحلام ، ولم تتناقص الأحلام من بعده ، فمن أحلامه أن الطبيعة الإنسانية كانت في البدايات ثنائية الجنس ، وأنها ، عقوبة لها على آثامها ، شطرت إلى ذكر وأنثى .
نبذة عن المؤلف : قصة من روائع الأدب الفرنسي ، للكاتب والفيلسوف فرنسوا ماري أوريه ، وشهرته فولتير ولد في باريس ، في 21 نوفمبر عام 1694م ، عاش خلال عصور التنوير واشتهر بأسلوبه الساخر ، ونقده الفلسفي الطريف ، ودفاعه عن الحريات خاصة حرية الفكر والعقيدة والمساواة وقضايا الاصلاح الاجتماعي ، كان فولتير غزير الانتاج فكتب العديد من الأعمال الأدبية من الروايات والمسرحيات والأشعار و الألشعار الهجائية ، والأعمال التاريخية ، ومن أشهر أعماله ، رواية كانديد ، توفي فولتيير في 30 مايو عام 1778م .
براهين أفلاطون : ومن براهينه أنه لا يمكن وجود سوى خمسة عوالم كاملة ، لأنه لا يوجد في الرياضيات سوى خمسة أجسام متناسقة ، وأما الجمهورية ، فكانت حلمه الأمثل ، كما حلم بأن النوم يولد من السهر ، والسهر من النوم ، وأننا نفقد بالتأكيد بصرنا إذا ما نظرنا إلى الكسوف خارج حوض ماء ، وكان للأحلام في تلك الأزمان الغابرة شهرة كبيرة .
أحد أحلام أفلاطون : ونورد فيما يلي أحد أحلامه ، وليس أقل تشويقاً ، فقد تراءى له بأن الخالق العظيم ديميورغوس المهندس الخالد الباقي أبد الدهر ، بعد أن ملأ الفضاء اللامتناهي بأجرام لا تعد ولا تحصى ، أرادا اختبار علم الملائكة الذين كانوا واقفين على ما قام به ، فأعطى لكل منهم قطعة صغيرة من المادة ليشكلها ، تماماً كما كان يمكن لفيدياس وزدكسيس أن يطلبا من تلامذتهما نحت تماثيل وتصوير لوحات ، اللهم إن كان لنا أن نقارن بين الأمور الصغيرة والجليلة والعظيمة الشأن .
شرح واستنكار : كانت حصة ديموغورغون قطعة من الطين يسمونها الأرض ، فبعد أن جعلها في الحالة التي عليها اليوم أمام أنظارنا ، ظن أنه قد أبدع آية خالدة ، وخيل إليه أنه لم يترك زياد لمستزيد ، وراح ينتظر المديح حتى من زملائه ، وما كان أشد دهشته حين استقبلوه بصيحات الاستنكار .
ممازحة ثقيلة : وانبرى أحدهم وكان سيء الممازحة إلى حد كبير ، فقال له : فعلاً ، صنعت فأبدعت ، وها قد شاطرت عالمك إلى شطرين ، ووضعت بين نصفي الكرة حيزاً مترامياً من الماء ، لكي لا يكون أي اتصال بينهما ، ويتجلدون من شدة البرد في قطبيك ، وفي الوقت نفسه يموتون من شدة الحر في خطك الاستوائي .
ثم إنك أقمت بقصد وعناية صحاري مترامية من الرمل ، يموت العابرون فيها جوعاً وعطشاً ، وما أسعدني بخرافك ، وأبقارك ودجاجك ، لكني بصراحة لا أشعر بأي سعادة حيال أفاعيك وعناكبك ، أما البصل والأرض شوكي فمن خير الأمور ، لكني لم أفهم عندما غطيت وجه الأرض بذلك العدد الكبير من النباتات السامة ، اللهم إلا أن يكون قصدك تسميم سكانها ! .
تهكم : ورأيت أيضاً أنك صنعت زهاء ثلاثين صنفاً من القرود ، وأكثر من ذلك صنفاً من الكلاب ، بينما لم تصنع سوى أربع أو خمس أصناف من البشر ، نعم صحيح أنك وهبت ذلك الحيوان الأخير ما تطلق عليه اسم العقل ، لكن بضمير مرتاح يمكن القول أن ذلك العقل في غاية السخف ، ويقترب إلى حد بعيد من الجنون ، وطار فوق هذا أنك لم تهتم الاهتمام الكافي بذلك الحيوان السائر على اثنتين ، حيث أنك وضعت أمامه الكثير من الأعداء ، والقليل من الحماية ، والكثير من الأمراض ، والقليل من الأدوية ، والكثير من الأهواء ، والقليل من التعقل والحكمة .
فكل الظواهر تدل على أنك لا تريد بقاء الكثير من المخلوقات على سطح الأرض ، لأنك بغض النظر عن الأخطار التي تعرضها لها ، خططت عن قصد بحيث يحصد الجدري في لحظة من اللحظات كل عام ، وبشكل منتظم ، عشر ذلك النوع !!.
بينما رديف الجدري يسمم أصل حياة التسعة أعشار الباقية ، ثم رتبت الأمور ، كأنك لم تكتف بكل هذا ، بحيث يبقى نص الباقيين على وجه الحياة وقتهم في المرافعات ، بينما النصف الآخر يقتل بعضهم البعض ، ألا كم هم مدينون لك ، وما أعظم تلك التحفة الرائعة التي أبدعتها .
! الدفاع عن الأرض وما فيها : احمر وجه ديموغورغون خجلاً ، وبدأ يشعر أنه ترك شراً أخلاقياً وشراً خلقياً ، فيما صنع ، لكن دفاعه تركز على الخير أكبر من الشر في ابداعه ، وقال : النقد سهل مريح ، لكن هل من الممكن في رأيكم ، صوغ حيوان يلتزم دائماً بالعقل ، ويكون حراً ولا يسيء استخدام حريته أبداً ؟؟ وهل تظنون أن من الامكان غرس تسعة إلى عشرة آلاف نبتة دون أن يكون بينها نباتات مؤذية ؟.
وهل تتخيلون أننا بكمية من الماء والرمل والطين والنار يمكننا تجنب وجود البحر والصحراء ؟ .
إلا انك أيها السيد الضاحك ، قد فرغت لتوك من ترتيب كوكب المريخ ، فتعال ننظر كيف هو الأثر الجميل الذي تتركه لياليك المظلمة دون قمر ، وسوف نرى إن لم يكن في جماعتك جنون أو مرض؟! لوم وعتاب على المتهكمين : وبالفعل عاين الملائكة في المريخ ودققوا في شؤونهم ، فكالوا للمتهكم نقداً قاسياً جارحاً ، ثم جاء دور الملاك الجاد الذي جبل عجينة زحل ، فلم ينج هو الآخر من الانتقاد : وهكذا كان حال زملائه ، مبدعي المشترى ، وعطارد والزهرة ، فقد نالوا كل منهم ما يستحق من اللوم والانتقاد .
حلم أفلاطون : وكتبت مجلدات ضخمة ونشرات ، وقيلت كلمات طيبة ، وألفت أغان ، وتبادلوا الاتهام بالسخافة والإسفاف ، واحتدم الغضب بين الأطراف المتنازعة ، حتى ألزمهم ، في الختام الخالد الباقي على الدهور ، ديميورغوس ، بالصمت والهدوء جميعاً .
وقال لهم : لقد ابتكرتم الجيد والرديء ، لأنكم على درجة كبيرة من الذكاء ، لكنكم غير كاملين ، أما ما ابتكرتم فلن يدوم طويلاً ، إلا بضع مئات من ملايين السنين ، من بعدها يمكنكم مع زيادة الاطلاع ، ابتكار ما هو أفضل ، وإنما لي وحدي لا غير صوغ الأشياء الكاملة والخالدة ، هذا ما أفاض به أفلاطون وهو يعلم تلاميذه ، وحالما انتهى من كلامه ، بادره أحدهم : ثم انك استيقظت !!.