اشتهرت الكاتبة آنا موراليس بكتابة القصص القصيرة والمختصرة ؛ وُلدت الكاتبة في إسبانيا عام 1951م ، كتبت العديد من القصص التي جذبت القُراء ، عُرفت بأنها صديقة للسلام والحب في العالم ، ذهبت في زيارة إلى كاتدرائية ليون مع مجموعة من أصدقائها ؛ وحينما عادت كتبت هذه القصة القصيرة تحت عنوان “الحوائط الزجاجية” .
القصة :
كنت أشعر بداخلي شيء غير مفهوم منذ كنت طفلة ؛ كنت أطفو كفقاعات ضخمة من الصابون التي تدور داخل حوائط زجاجية هشة ، فقاعات ساخنة ذات ألوان تناغمية لا نهائية ، كانت تُرعبني ضخامتها وهي ترتفع عالية باتجاه السماء ؛ ومع ذلك كان يجذبني ذلك النجاح الباهر في ارتفاعه من خلال الحوائط الزجاجية .
كنت أنظر من مسافة بعيدة ؛ وأعترف أنني كنت متوترة بعض الشيء ؛ كانت السماء مغطاة بالغيوم ؛ كما بدت أشعة الشمس في تعداد المفقودين ؛ ولكن ألوان الطيف كانت أكثر وضوحاً وشفافية ؛ كما كانت مليئة بالقوة والحيوية ، ولكنها بدأت تهدأ حينما حلّ الضوء الكثيف الذي عكس بعض الظل ، وبدأ الأمر كانسجام وجه امرأة جميلة مع الألوان المتناسقة الرائعة .
لقد وقعتُ في الحب إلى حد اندماج روحي بداخلك ، وكنت أحاول جاهدة أن أفكر بفك الرموز الغامضة الخاصة بك من خلال موجة من القصص الخرافية والأساطير التي تتسلل إلى داخل قلوبنا بهدوء ، ولكن يبدو أن الوضوح لم يكن ليتواجد إلا من خلال الضوء الذي يخترق النوافذ الزجاجية .
كنت أفكر بك في تلك اللحظات الحالمة ، كان أول لقاؤنا الأول في كاتدرائية ليون ؛ والذي كنت أتمناه أن يكون أبدياً ولا ينتهي مثل الضوء الذي يُشع في عالمنا ليعطينا الحياة ؛ لقد كان لقاؤنا حياة لا تمثلها أي حياة أخرى ، لقد انتهت زيارتي ؛ ولكن حبي لم ينته ؛ ستبقى بجواري دائماً .
كنت على يقين أنني سأراك مُجدداً في ظلال الليل ؛ لأنني كنت أعلم أنه حتى مع الضوء الاصطناعي ستكون جميلاً مشرقاً ؛ هكذا كنت أراك ؛ وهكذا أشعر بك ؛ لقد اخترقت حياتي ؛ ولم يعد هناك بديل عن ذلك الحب الذي يسكن بداخلي .
لم تفارقني صورتك الجميلة التي احتفظت بها داخل قلبي ؛ كنت أعلم أنني سأظل أراقبك من بعيد ؛ سأرى وخز تلك الإبر داخل جسدك وأقارن ذلك بما هو داخل روحك ؛ أريد أن أتغلغل إلى داخلك ؛ لتظهر شفافية روحك كالصندوق المفتوح .
تملكتني مشاعر الحب وسيطرت على كل أفكاري ؛ كنت أريد أن أحميك من الداخل ومن الخارج ؛ أريد أن أحافظ على روحك من الأرض وحتى أستطيع أن أصل بك إلى السماء ؛ فأنت تعادل النجوم في بريقها وجمالها .
كنت أراك أنيقاً ومُدللاً ؛ بدت صورتك كالجوهرة الثمينة ؛ كما ظهرت شامخاً ذات كبرياء وتعالى ؛ كانت تصميماتك المعمارية الرائعة هي الوحيدة التي تجذبني دقتها وروعتها في كل العالم من حولي .
كانت مشاعر وأحاسيس لا توصف تجاهك ؛ وكأنني في حالة هيام وحب يرفعاني إلى السماء مثل تلك الفقاعات ذات الألوان السحرية الموجودة بين تلك الحوائط الزجاجية الشفافة ؛ حقاً إنها مشاعر حب حقيقي يبحث عن الحياة .
لقد رأيتك كالنور الذي يجعل حياتنا أجمل وأوضح ، وكانت أعمالك الفريدة في سحرها تبهرني ؛ لقد حملتك في قلبي ؛ ولقد تحولت أنت إلى الرجل الغني المتعالي ؛ وأصبحت أبحث في حبي عن نقطة ضوء تنير الطريق من حولي .