كانت نظرية الدومينو سياسة شائعة خلال فترة الحرب الباردة حيث افترضت النظرية أن وجود حكومة شيوعية في دولة ما سوف يؤدي بدوره إلى سيطرة النظام الشيوعي على الدولة المجاورة لها ، حيث يسقط كل منها على التوالي كصف متناسق من أحجار الدومينو ، واستخدمت الولايات المتحدة تلك النظرية في جنوب شرق آسيا لتبرر بها التورط في حرب فيتنام ودعم الدكتاتور غير الشيوعي فيها ولكن الفشل الأمريكي كان أقل بكثير ولم تثمر نظرية الدومينو عن أي نجاح وفشلت في انتشار الشيوعية في جنوب شرق آسيا
فيتنام :
أعلن الزعيم الوطني الفيتنامي ” هو شي ” عن استقلال فيتنام عن السيطرة الفرنسية عام 1945م وبدأت الحرب التي وضعت النظام الشيوعي بقيادة هو شي في مواجهة مع فرنسا في جنوب فيتنام أي مواجهة فيتنام الشمالية مع الجنوبية ، وفي عهد إدارة هاري ترومان قدمت الحكومة الأمريكية مساعدات مالية وعسكرية بشكل سري لفرنسا حيث كان المبرر السائد أن نجاح الشيوعية في الهند الصينية سوف يجعل الشيوعية تنتشر في جنوب شرق آسيا وباستخدام المنطق نفسه قدم هارى مساعدات لليويان وتركيا لاحتواء الشيوعية
نظرية الدومينو :
ومع حلول عام 1950م زادت فكرة اقتناع السياسية الأمريكية الخارجية بفكرة أن سقوط الهند تحت مظلة النظام الشيوعي من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الدول المجاورة في جنوب شرق آسيا وتضمن مجلس الأمن النظرية حول الهند في مجلسه المنعقد عام 1952م وفي عام 1954م خلال معركة دين بيان بين فيتنام الشمالية وفرنسا وصف الرئيس الأمريكي أيزنهاور الوضع بتساقط قطع الدومينو حيث كان وجهه نظره أن وقوع فيتنام الشمالية في القبضة الشيوعية سوف يؤدي لحدوث انتصارات مماثلة في كل البلدان المجاورة
تورط الولايات المتحدة في حرب فيتنام :
بعد انتهاء مؤتمر جنيف الذي أنهى الحرب الدائرة بين شمال فيتنام والقوات الفرنسية وتم فصل فيتنام عند خط عرض 17 ثم قادت الولايات المتحدة تنظيم معاهدة سياتو وهو التحالف الذي يلزم الدول على اتخاذ أي إجراءات ضد التهديدات الأمنية وتعهد كيندي خليفة آيزنهاور بدعم الرئيس الفيتنامي نجو دينه ديم في جنوب فيتنام وتدعيم القوى غير الشيوعية والتي سوف تقود حرب أهلية في لاوس بين عامي 1961م- 1962م وبعد المعارضة الداخلية للرئيس ديم عام 1963م تراجع كيندي عن دعمه وأعاد التأكيد على أهمية نظرية الدومينو
وتم مقتل ديم وبعد ثلاث أسابيع من مقتله حدث انقلاب عسكري عليه وتم اغتيال كيندي واستمر خليفته جونسون في دعم النظرية وتم تصعيد الوضع العسكري في فيتنام وتم إرسال الجنود الأمريكيين للحرب ، وأصبحت النظرية مفككة بعد أن فشلت في استحواذ طبيعة الصراع الفيتنامي وفشل صناع السياسية الأمريكية في الافتراض أن هو شي ما هو إلا دمية يحركها زعماء الأنظمة الشيوعية في روسيا والصين وفي النهاية فشل كل الجهد الأمريكي للسيطرة على الشيوعية ودخلت القوات الفيتنامية الشمالية سايجون عام 1975م ولم تنتشر الأنظمة الشيوعية في باقي القارة باستثناء كمبوديا ولكن ظلت بقية المنطقة خارج السيطرة الشيوعية وفشلت النظرية في افتراضها..