جمهورية تكساس

منذ #قصص تاريخية

قبل أن تصبح ولاية تكساس ولاية أمريكية ، كانت دولة مستقلة خاصة بنفسها حيث كان كل من المكسيكيين والمهاجرين البيض مواطنين بها ، ولكن خلال تسع سنوات من وجود جمهورية تكساس ، أصبح المكسيكيون غرباء حيث جعلهم المستوطنون البيض منبوذين ، ومن الصعب عليهم التصويت والاستمرار على أرضهم

حيث قام المستوطنون البيض بذلك عن طريق استهداف المكسيكيين بقوانين وضرائب التصويت ، ومقاضاتهم بقضايا باطلة وتصعيبهم لحيازة أراضيهم وإخضاعهم لعنف الشرطة ، وقد أدى ذلك إلى الطريقة التي عاملت بها الولايات المتحدة المكسيكيين في كاليفورنيا وأراضي نيو مكسيكو ، عندما حصلت على هذه الأرض من المكسيك في عام 1848م ، وتم معاملتهم كأجانب بل وكانوا أقل حظًا من المستوطنين البيض الذين انتقلوا إليها

وفي عام 1841م أكد بيتر هانسسبورو حاكم ولاية تكساس الجديدة في المستقبل ، بأن “المكسيكيين متنكرين في زي الهنود يحاولوا نهب ممتلكات المواطنين على الحدود”، وقد أصبح بيتر فيما بعد قائدًا لفرقة تكساس رينجرز ، حيث كانت تلك الفرقة تمارس العنف على المكسيكيين والأمريكيين الأصليين

في الواقع كانت الأرض التي أصبحت ولاية تكساس تعود في الأصل إلى المكسيكيين ، الذين حصلوا على  استقلالهم من إسبانيا في عام 1821م ، وكانت قد سكنت من قبل الشعوب الأصلية وtejanos ، أو المكسيكيين ، ولكن سرعان ما انتقل المهاجرون الأنجلو من الولايات المتحدة وأوروبا إلى ولاية تكساس ، وأحضروا معهم أشخاص مستعبدين من أصل أفريقي ، ثم حصلت تكساس على الاستقلال عن المكسيك من خلال ثورة تكساس في عام 1836م ، وبرزت كدولة خاصة بها وهي جمهورية تكساس

الجنود المكسيكيين يقتحمون ألامو في 6 مارس 1836م :
في البداية لم يكن هناك تفاوت سياسي صارخ بين المهاجرين الأنجلو و تيجانوس أصحاب الأرض في جمهورية تكساس ، وأكثر من ذلك أنه لم يتم النظر إلى تيجانوس كخرجاء لا ينتمون بل يمكن أن يكون كل من anglos و tejanos مواطنين كاملين ، لكن بالنسبة إلى تيجانوس كان “كيسًا مختلطًا” كما يقول راؤول راموس ، أستاذ التاريخ في جامعة هيوستن

فقد كان لهم حقوق المواطنة وبمرور الوقت حصر الأنجلو وصول تيجانوس إلى التصويت ، وأيضًا صعوبة امتلاكهم الأرض وقل عددهم في المناصب الحكومية ، واستخدمت الشرطة العنف  ضدهم ، ويقول عن هذا راموس : “كان هناك عدد قليل من” تيجانوس “الذين خدموا في مؤتمر الجمهورية ، وتمكنوا من وضع قوانين تشمل ذلك ، وعلى سبيل المثال تم ترجمة جميع قوانين ولاية تكساس إلى الإسبانية بالإضافة إلى الإنجليزية.”وكان هذا مختلفًا كثيرًا عما عاشه السود والناس الأصليون في تكساس ، فإذا كنت أسود كان عليك أن تُستعبد ، وإذا كنت كومانش أو أباتشي أو شيروكي أو كنت تنتمي إلى أي دولة أخرى من السكان الأصليين ، فقد تتلقي إنذارًا نهائيًا بالرحيل أو الذبح ، ولم تكن تيجانوس على قدم المساواة تمامًا ، في حين كان الانجلو من مواطني تكساس تلقائيًا إذا عاشوا في تكساس

ولكن التيجانوس الذين كانوا يعيشون هناك بالفعل ، كان لا يمكنهم أن يكونوا مواطنين ما لم يوقعوا تعهد الولاء لتكساس ، وحتى هذه التعهدات لم تبدد المخاوف الأنجلوية من احتمال أن تقف شركات تيجانوس جنبًا إلى جنب مع المكسيك إذا اندلع القتال مرة أخرى ، وبعد غزو الجيش المكسيك واحتلال سان انطونيو في عام 1842م واجهت تيجانوس المزيد من التمييز السياسي العلني

حيث بدأ الأنجلو بجعل الأمر أكثر صعوبة على تيجانوس في التصويت عن طريق فرض متطلبات الملكية والضرائب بشكل صارم للتصويت ، حتى أن اختيار تيجانوس لواجب هيئة المحلفين كان بمعدل ، واستمرت هذه الممارسات عندما ضمت الولايات المتحدة ولاية تكساس كدولة رقيق في عام 1894م

وفي السنوات القليلة الأولى من جمهورية تكساس ، مَثل تيجانوس أغلبية في مجلس مدينة سان أنطونيو ، أكبر مدينة في تكساس من حيث عدد السكان وبحلول نهاية الحرب المكسيكية الأمريكية في عام 1848م ، كان التيجانوس أقلية في مجلس المدينة حيث يحكي راموس ويقول : “لقد أصبحوا طبقة مشبوهة” ، الفكرة هي أنهم لا يمكن أن يكونوا تكساسين بالكامل أو أمريكيين بالكامل

وبعد مرور أكثر من قرن ونصف ما زال الأمريكيون المكسيكيون يواجهون ادعاءات بأنهم لا ينتمون للبلاد ، ويجب عليهم “العودة” إلى حيث أتوا ، وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون في ولاية تكساس بالإضافة إلى كاليفورنيا وأريزونا ونيو مكسيكو ، فإن التهمة مثيرة للسخرية خاصة لأن الأرض كانت جزءًا من المكسيك ، كما يجادل العديد من النشطاء الأمريكيين المكسيكيين

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك