توفي يواكيم رونيبرغ Joachim Ronneberg عن عمر يناهز 99 عامًا ، وهو مقاوم نرويجي للمقاومة قاد المهمة الناجحة عام 1943م لتخريب خطط النازيين لصنع قنبلة ذرية ، حيث كان يقول : “كنا مجموعة من الأصدقاء نقوم بعمل ما ، وكثيرًا ما كنا نعتقد أن هذه كانت رحلة في اتجاه واحد لا عودة منه !المهمة :
كان رونيبرغ يبلغ من العمر 23 عامًا فقط عندما قاد المهمة التي من شأنها تغيير مستقبل العالم ، فقد كان آخر عضو حي في فريق مقاومة المقاتلين الذين تسللوا إلى منشأة نووية نازية ، ونجحوا في تدميرها من الداخل قبل أن يعرف النازيون حتى ما أصابهم ، ولد رونيبرغ عام 1919م في آليسوند النرويج ، وكان عمره 21 سنة عندما أجبره الغزو النازي عام 1940م على الفرار من موطنه الأصلي ، وانضم رونيبرغ إلى مجموعة من الأصدقاء للهروب إلى اسكتلندا لكنهم لم ينسوا أبدًا وطنهم
وفي هذه الأثناء كان لدى ألمانيا النازية خطط نووية ، لقد كان الرايخ في طور إنشاء قنبلة ذرية وتطلب مادة تسمى بالماء الثقيل من أجل إنهائها ، واحتوت المياه الثقيلة على جزيء ذري إضافي في نواتها مما جعلها عنصرًا أساسيًا في صنع قنبلة نووية ، والمكان الوحيد الذي صنع كميات كبيرة من الماء الثقيل لصنع قنبلة كان منشأة نورسك هيدرو في روكان ، تيليمارك بالنرويج
وفي وقت لاحق تم إطلاق خطة يطلق عليها ” عملية Gunnerside ” لتدمير مخازن المياه الثقيلة ، وفي نفس الوقت كان النازيون يأملون في إنشاء أول قنبلة ذرية ، لكن المنشأة كانت عميقة تحت الأرض ومحصنة بمواد واقية من القنابل ، مما جعل الدمار بالغارات الجوية مستحيلاً ، لذلك تم إرسال فريق بريطاني مكون من 35 رجلاً لأول مرة ، لاختراق المنشأة وتدميرها من الداخل لكن هذا فشل في النهاية
ثم تم استغلال رونبيرغ البالغ من العمر 23 عامًا ، ليقود المهمة المحفوفة بالمخاطر التالية إلى أراضي العدو ، تحت إشراف ونستون تشرشل نفسه وكان رونيبرغ وثمانية من الرفاق مسلحين بأقراص السيانيد في حالة الاستيلاء على ما اعتقدوا أنه سيكون رحلة نهاية الحياة ، ويحكي رونبرغ لهيئة الإذاعة البريطانية في عام 2013م القصة قائلًا : “كنا مجموعة من الأصدقاء نقوم بعمل ما ، كنا نعتقد في كثير من الأحيان أن هذه كانت رحلتنا النهائية
وبمجرد دخول المصنع النووي دخلنا إلى منطقة مظلمة ، وقمنا بالتزلج للأسفل في درجات حرارة شديدة البرودة ، تبعها الانحدار إلى وادٍ وعبور النهر للوصول إلى الطابق السفلي ، لتحديد متفجراتهم وتم تفجير الحجرة الرئيسية للمصنع النووي وتدميره ، في الوقت الذي سمع فيه الحراس الألمان المحيطون الانفجارات وفهموا ما حدث ، كان الأوان قد فات
وكان رونبيرغ ورجاله قد فروا من المنشأة وطاردهم 3000 جندي ألماني ، لكن فريق Ronneberg هرب إلى السويد المجاورة عبر التزلج من البلاد لمسافة 200 ميل تقريبًا ، وعن هذا يحكي ويقول “لقد كانت أفضل عطلة نهاية الأسبوع في التزلج على الإطلاق” ، وأضاف رونبيرغ أنه في ذلك الوقت ، لم يكن هو وفريقه يفهمون حقيقة تأثير مهمتهم الخطيرة ، وقال أنه لم يفهم كل ذلك حتى بعد انتهاء الحرب
فأول مرة سمع فيها عن قنابل ذرية وماء ثقيل كانت بعد أن ألقى الأمريكيون القنبلة على هيروشيما وناغازاكي” ، هكذا قال رونيبرغ لصحيفة نيويورك تايمز في عام 2015م ، وأضاف أنه إذا كان الألمان سيحصلون في أيديهم على قنبلة ذرية خلال الحرب العالمية الثانية ، كانت لندن ستنتهي مثل هيروشيما ، ومع موت رونبيرغ فقد العالم واحدًا من أعظم أبطال الحرب العالمية الثانية المتبقيين ، لكن تأثير إرثه وشجاعته سيعيشان إلى الأبد رغم رحيله